حسام أبو العلا - القاهرة

المعارضة تطالب بإحالة انتهاكات الملالي لمجلس الأمن الدولي

مع اقتراب الذكرى الأولى لانتفاضة نوفمبر التي قضى فيها 1500 إيراني على سلطات الملالي، تعيش إيران على صفيح ساخن وتحضيرات وبشكل خاص من قبل النظام الذي يخشى تجدد الانتفاضة هذه مع تصاعد موجة الاحتجاجات في أغلب المدن الإيرانية نتيجة تفشي وباء «كورونا» والفساد الحكومي وتزايد معدل الفقر وتدهور الأوضاع الاقتصادية، فيما جددت المعارضة الإيرانية مطالبها بإحالة ملف انتهاكات حقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن.

وأعلن النظام، السبت، أنه دشن مقرًا جديدًا في طهران لقواته في سياق استعداداته لأي تحرك جماهيري بعد مرور عام على انتفاضة نوفمبر 2019 ويطلق النظام على هذه المراكز «مقرات مواجهة الأراذل والغوغائيين».

وذكرت وكالة «إيلنا»، نقلًا عن النيابة العامة وما يُسمى بمحكمة الثورة في طهران أن قرار تدشين «مقر لمواجهة الأراذل والغوغائيين» في العاصمة تم اتخاذه بناء على التقارير الشعبية والمراقبين الأمنيين، بسبب وجود بعض الحالات والأعمال التي يقوم بها «الأراذل والغوغائيون»، والتي تضر بأمن المواطنين واستقرارهم بحسب تعبير نظام الملالي.

وقفات احتجاجية

أعلنت شبكة أنصار مجاهدي خلق داخل إيران أن المواطنين المنهوبة أموالهم في أذربيجان، والعاملين في شركة المياه والصرف الصحي في كهكيلوية وبوير أحمد، والمعلمين في فصول محو الأمية؛ نظموا وقفات احتجاجية في نهاية الأسبوع الماضي، مستمرين في الاحتجاج حتى استعادة حقوقهم المغتصبة من الأجهزة الرسمية ومستحقاتهم المالية المتأخرة.

وقال أحد المحتجين: نحن 250 عاملًا في شركة المياه والصرف الصحي ولا نملك عقود عمل ووضعنا الوظيفي غير مستقر، ولم نستلم رواتبنا منذ أكثر من 6 أشهر في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية المتردية وارتفاع أسعار السلع، ومن المؤسف أن مسؤولي شركة المياه والصرف الصحي لم يتخذوا أي خطوة حتى الآن للبت في عقود العمال في هذه الشركة لتحقيق الأمان الوظيفي.

إعدام المعتقلين

وفيما يخص ملف حقوق الإنسان، أعدم نظام الملالي، الخميس، أربعة معتقلين في سجن أرومية، علمًا أن أحد المعتقلين كان في حالة صحية حرجة لمحاولته الانتحار بقطع شرايين اليد في اليوم السابق لإعدامه.

كما تم شنق شابين في سجن أردبيل المركزي وشاب في سجن اليكودرز المركزي، الأربعاء، وفي اليوم نفسه أُعدم المعارض إحسان نعمتي 41 عامًا في سجن كرج المركزي، ونُقل هذا السجين إلى المشنقة مرتين على الأقل من قبل وتمت إعادته لمحبسه في سيناريو مكرر لتعذيب السجناء في سجون نظام الملالي.

وأصيبت السجينة السياسية زهراء صفائي بنوبة قلبية بعد تعرضها للتعذيب من قبل مسؤولي سجن قرجك، وبعد نقلها إلى المركز الطبي بالسجن، أعيدت إلى العنبر بعد فحص طبي قصير وتم إعطاؤها بعض الأقراص.

سجن بورامين

وزعم مساعد مدير سجن قرجك بورامين، ويدعى ميرزائي، أن السجينات السياسيات، وتحديدًا زهراء صفائي يقمن بالدعاية ضد الولي الفقيه في مشغل السجن ويتحدثن في الشؤون السياسية، وبناءً عليه منعهن مدير السجن من الذهاب إلى المشغل وأغلق الباب في وجهه، فيما عبَّرت السجينات السياسيات عن احتجاجهن لوضع القيود عليهن بترديد شعار «الموت للديكتاتور» والطرق على الأبواب.

يُذكر أن زهراء صفائي من مواليد عام 1962، وهي ابنة حسن علي صفائي، أحد السجناء السياسيين في عهد الشاه، وأعدمه نظام الملالي في سجن إوين عام 1981 بتهمة مناصرة مجاهدي خلق.

وتعيش زهراء صفائي الآن في سجن قرجك بمعية ابنتها برستو معيني وحياتهما معرضة للخطر، وتم اعتقالهما في مارس 2020، ومحتجزتان حاليًا في الحبس الانفرادي في زنزانة رقم 209 بسجن إوين، وما زالتا تتعرضان للاستجواب والتعذيب منذ شهور عديدة.

رعب الملالي

وبحسب المعارضة الإيرانية فإن هدف نظام الملالي من هذه الإعدامات الإجرامية إشاعة أجواء الرعب والخوف ومنع اندلاع الانتفاضات الشعبية، وجددت المعارضة دعوتها للأمين العام للأمم المتحدة والمفوضة السامية ومجلس حقوق الإنسان والمقررين المعنيين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف التعذيب والإعدامات في إيران وإحالة ملف الانتهاكات الوحشية والمنهجية لحقوق الإنسان إلى مجلس الأمن الدولي، مشددة على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية لزيارة السجون الإيرانية ولقاء السجناء.