جيوبوليتكال فيوتشرز

أكد موقع «جيوبوليتكال فيوتشرز» أن الاضطرابات التي تشهدها البلدان التي تقع على الحدود الجنوبية والغربية لروسيا تحل مشكلتها الإستراتيجية.

وبحسب مقال لـ «جورج فريدمان»، فإن وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لانهيار الاتحاد السوفييتي بأنه أكبر كارثة جيوسياسية في التاريخ قد يكون صحيحًا جزئيًا.

وتابع يقول: ربما يكون ذلك صحيحًا بالنسبة لتاريخ روسيا الحديث وليس تاريخها ككل، حيث كلّف روسيا عمقها الإستراتيجي.

وأردف: حتى عام 1989، كانت الحدود الغربية لروسيا تقع في وسط ألمانيا، كما حصّن القوقاز روسيا من الجنوب، فيما كانت آسيا الوسطى عازلًا ضخمًا ضد جنوب آسيا والصين. بعبارة أخرى، كان قلب روسيا آمنًا من كل الاتجاهات.

ومضى بقوله: تسبب انهيار الاتحاد السوفييتي في تراجع حدوده الغربية إلى ما وراء البلطيق وأوكرانيا وبيلاروسيا. احتفظت روسيا بشمال القوقاز، لكنها خسرت جنوب القوقاز، الذي توجد به أذربيجان وجورجيا وأرمينيا، كما تم تقسيم آسيا الوسطى إلى دول مستقلة.

ونوّه إلى أن هذا التقلص الروسي لم يمثل فقط تضاؤلًا في الحجم بل أيضًا انخفاضًا في المسافة بين الأعداء المحتملين.

وبحسب الكاتب، سعت روسيا إلى إعادة رسم الحدود قبل أن يظهر تهديد خطير، كما أن حقيقة عدم وجود تهديد خطير منح روسيا بعض الوقت، لكن لدولة مثل روسيا، يمكن أن يتجلى انعدام الأمن سريعًا.

ومضى يقول: لقد شهدنا 3 أحداث في الأشهر الأخيرة، واحدًا في بيلاروسيا، وواحدًا في جنوب القوقاز وواحدًا في قيرغيزستان. هذه الأحداث الثلاثة المنفصلة مترابطة بالمنطق بشكل له علاقة بمشكلة روسيا الإستراتيجية.

وأشار الكاتب إلى أن بيلاروسيا تمثل عازلًا رئيسيًا على السهل الأوروبي الشمالي، مضيفًا: رغم علاقة موسكو المعقدة بالرئيس ألكسندر لوكاشينكو، حيث يحاول دائمًا الموازنة بين روسيا والغرب عندما يستطيع، لكنه لا يمكن وصفه بأنه موالٍ للغرب.

وأوضح أنه في حال تم استبدال لوكاشينكو، في ظل الأزمة السياسية والطعون التي تضرب شرعية انتخابه مؤخرًا، بشخص آخر أكثر عداءً تجاه روسيا أو أكثر تعاطفًا مع الغرب، فإن هذا قد يحرّك الناتو وبولندا والأمريكيين تجاه الشرق، لتتحول مدن مثل سمولينسك إلى مدن حدودية.

وأضاف: في قيرغيزستان، التي تقع بين روسيا والصين، يوجد اضطراب سياسي مماثل لذلك الموجود في بيلاروسيا، حيث أدت الانتخابات إلى اتهامات بالتزوير ومظاهرات واسعة النطاق.

وأردف: يمتلك الروس بعض المنشآت العسكرية هناك، لكن النقطة الأهم هي أنها توفر عازلًا بين روسيا والصين.

وتابع: رغم أن روسيا والصين ليستا على خلاف في الوقت الحالي، لكنهما حاربتا بعضهما البعض في الستينيات. وعلى الرغم من أن هذا كان منذ 60 عامًا، وأيًا كانت المصالح الحالية التي تحركهما، إلا أن أيًا منهما لا تريد أن تمتلك الأخرى الأفضلية.

وأضاف: ليس من الواضح ما إذا كانت قواعد اللعبة البيلاروسية ستنجح هنا. لكن موسكو لديها مصلحة فيما يحدث، ونظرًا لاحتمالية الحاجة لمحكم، فإن التدخل لن يكون مفاجئًا.

ولفت الكاتب إلى أن الصراع بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناجورنو قره باغ أكثر تعقيدًا.

وأردف: من ناحية، تمتلك أذربيجان علاقات مهمة مع روسيا والتي لا يمكنها قطعها. ومن ناحية أخرى، لم تبلغ أذربيجان موسكو باستعداداتها للحرب نظرًا لعلاقات الأخيرة مع أرمينيا.

وتابع: لاحظت روسيا أن معاهدتها مع أرمينيا لا تشمل ناجورنو قره باغ، وبالتالي موسكو ليست ملزمة بالتدخل عسكريًا إلى جانب أرمينيا.

ومن الواضح أن الروس يستخدمون الحرب لزيادة نفوذهم مع أذربيجان، أقوى وأغنى دولة في جنوب القوقاز. ومن دون روسيا، تمتلك أرمينيا خيارات قليلة.