د. نورة عبدالله الهديب

تختلف الشعوب بمجتمعاتها بناء على طبيعة البيئة المحيطة بهم، فعملية الأخذ والعطاء المتمثلة في التبادل تعطي نتائج متنوعة تنهض بها الأوطان بشعوبها. ومعادلة التبادل السليمة بين أرض الوطن والمواطن تزيد من تعلق الإنسان بأرضه. ونحن كشعب سعودي على هذه الأرض عاصرنا تاريخا عظيما تمثل في قوة القيادة التي اختارها الله تعالى لنصرة الحق وإبطال الباطل على هذه الأرض المباركة. ومشاركة أجدادنا في بناء مجد هذه البلاد زاد من معدل الولاء وروح الانتماء القوية لبلادنا.

في عالم البشر يعتبر التمثل بالكمال جزءا من النقصان، فلا وجود للكمال بعد الله تعالى والمثالية ادعاء يجتهد إليه البعض. ومن منطلق الأوطان وشعوبها، فإن وجود السلبيات قد يغلب الإيجابيات في المجتمعات المتنوعة والعكس أحيانا. ومن وجهة نظري كباحثة وعلى الصعيد الإيجابي، وجدت أن الشعب السعودي فيه من المميزات التي جعلته يحرك العجلات بأنواعها. أولا، قوة التكاتف والتلاحم المتمثلة في التصدي للهجمات الخارجية يشهد لها القوي قبل الضعيف. ثانيا، التقنية وبرامج التواصل الاجتماعي ساعدت كثيرا على زيادة نسبة الوعي الفكري بأنواعه. وهذا ساعدنا على الإبداع الفكري واستخدام قدراتنا العقلية والمهارات المتنوعة لبناء منظومات متنوعة تواكب رؤية ٢٠٣٠ الجديدة.

ثالثا، الروح الشبابية المتمثلة في الاستجابة للتطور الحاصل وتسخيره لصالح الذات والمجتمع والوطن. فالاندفاع العلمي والمعرفي بأنواعه وفي وجود الضوابط القيادية جعلنا نستخرج تراكمات ثقافية وعلمية ومهارات متنوعة ليتعرف علينا العالم من خلالها. رابعا، هوية واحدة ولكنها متنوعة وذلك بسبب التنوع الثقافي والجغرافي في بلادنا. مما أضاف تميزا فريدا يفخر به المواطن السعودي الحق بعيدا عن العنصرية وقبول الاختلاف الفطري.

خامسا، الحس الإنساني الرفيع والإيثار الأخوي في الشعب السعودي والذي جعل إعانة الجار من أولوياته. والذود عن الحمى والشجاعة والتضحية في سبيل الوطن وإحقاق الحق وإزهاق الباطل. وغيرها من المميزات التي جعلتني أقف متأملة في بعض نعم الله تعالى علي كمواطنة مؤمنة تتطلع لجيل سليم ومعطاء. وبهذه المميزات الخمسة فإني أرى الشعب السعودي كقبضة يد واحدة قوية، حازمة ولطيفة.

وأخيرا، فإن المميزات المذكورة كانت نتائج عطاء القيادة واحتوائها لأبنائها والمتمثلة بالمنشآت والمؤسسات المختلفة. وتوفير سبل العمل والراحة والمساعدات المختلفة بإداراتها المتمكنة. ومن أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، الأمن والأمان الذي ساعدنا على التقدم بثقة للصعود إلى القمة دون تردد. وبركة هذه الأرض الطيبة التي وصلت بركاتها إلى العالم لتكون دولتنا دولة إنسانية بأفعالها قبل كل شيء.

FofKEDL@