فارس الوابل

في عالم الاقتصاد هنالك مناحٍ متعددة تؤثر كل منها على الأخرى، فالعلاقات الإستراتيجية بين الدول جزء كبير مما يمثلها هو جزء اقتصادي إن لم يكن يمثل جل العلاقة بينها.

فاليوم أصبح العامل الاقتصادي انعكاسا لما هي عليه الدولة من ركائز من ناحية الاستقرار والقوى ومكانها على المسرح السياسي، فدولة مثل المملكة العربية السعودية ومع الرؤية الضخمة والمساحات الحرة والشاسعة في الاقتصاد أصبحت أرضا خصبة ومحط أنظار المستثمرين ورجال الأعمال من شتى دول العالم، فحتى ومع ما مر بالعالم وما يمر به إلى حد الآن من تبعات هذه الجائحة وجدنا أن المملكة اقتصاديا ما زالت ملاذا آمنا لرؤوس الأموال والاستثمار، فالمملكة اليوم لو شاهدنا ما تقوم به اقتصاديا عن كثب لوجدنا أن لها علاقات إستراتيجية مع أقوى الدول فتؤثر وتتأثر بها ولها أيادٍ استثمارية شاسعة في أماكن قد لا نتصور أن يكون لها يد فيها.

فدول كثيرة في العالم ما زالت تلملم شتات ما فعلته هذه الجائحة باقتصاداتها.

واليوم نشاهد أمرا مختلفا، أمرا بين شعب ودولة، ففي أبجديات السياسة نعرف أن دولة قد تؤثر على اقتصاد دولة ما، ولكن عندما يؤثر شعب المملكة على دولة ما فهذا في حد ذاته هو أمر مختلف.

فأردوغان بنى تركيا بناء مختلفا وانتهج نهجا سلميا في بادئ الأمر ولكن في لحظة انجلى الغطاء وانكشف كل شيء من زيف وتدليس وكذب مستمر وتصريحات وعنجهية مضحكة، فجاء الرد مختلفا هذه المرة بمقاطعة يبدو لي أنها لن تكون كأي مقاطعة، فتكاتفت الأيدي وتوحدت الأصوات وانتهج الجميع خط سير واحدا وكانت النتيجة #الوطن_خط_أحمر.

نعم ! من يجرؤ في مثل هذه الظروف التي تمر بالعالم على العبث مع المملكة وشعبها، فاقتصادنا اليوم ليس كالسابق فهو يزداد قوة يوما بعد يوما، فلو نظرنا للسوق السعودي لوجدنا منتجا واحدا على سبيل المثال من عشرين دولة بما فيها المنتج الوطني، أمور عدة يضعها في الحسبان كل من له علاقة إستراتيجية اقتصادية مع المملكة.

لذلك قد نشاهد مدا مختلفا في الداخل التركي قد يصاحبه انهيار نسبته ستزداد عما هو عليه اليوم، فقد نرى مع هذا الانهيار، انهيارا لمن جعل من تركيا دولة الصوت الواحد وأصبحت تتفتت رويدا رويدا.

فالأيام كفيلة بأن تعطينا الصورة الواضحة مع هذه المقاطعة.

@_FKW7