عبدالرحمن الملحم

رغم أن اقتصاد تركيا في السنوات الماضية قائم على استثمارات دول الخليج وانتعاش أسواق تركيا قائم على السياحة من دول الخليج، إلا أن رجب طيب أردوغان يضمر بداخله عداوة وحقدا دفينين لدول الخليج العربي إذا استثنينا إمارة قطر، فهي البقرة الحلوب الذي استنزف حليبها أردوغان بقوة الجنود الأتراك المتواجدين بقطر بإرادة تميم بن حمد حاكم قطر، ومع هذا هناك مسببات عديدة تجعل أردوغان أكثر كراهية وحقدا على دول الخليج، ورغم أن الأتراك أنفسهم يكرهون العرب بصفة عامة وأعتقد أن رجال الأعمال والمستثمرين من دول الخليج كانوا مخطئين في توجهاتهم نحو الاستثمار في دولة تكن الكراهية والعداء لأوطانهم، وفي مقدمتهم أردوغان نفسه وأردوغان نفسه لا يريد أن ينسى أن تركيا كانت تسيطر على الدول العربية واحتلالها ٥٥٠ عاما، وصلت أساطيلها إلى الصين والهند وكان الباب العالي في أسطنبول تصل إليه الجبايات من جميع الدول التي احتلتها تركيا، إلى أن سقطت الدولة العثمانية عام ١٩١٥ وأطلق عليها الأوربيون الرجل المريض، وكانت آخر حامية للأتراك أخرجها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- من الأحساء، وبذلك انتهت دولة السلاطين العثمانيين وهذا ما يقلق أردوغان ويجعله أكثر كراهية للعرب والخليجيين بصفة خاصة، ولكن هناك كرها من نوع خاص يكنه أردوغان للمملكة العربية السعودية، ذلك لأن المملكة حققت نجاحات كبيرة ومتسارعة على الصعيدين المحلي والخارجي وأصبحت المملكة العربية السعودية محط أنظار العالم، كما نجحت في اجتذاب دول العالم، نعم لقد حقق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لوطنه ما لم يحققه أردوغان أو ملالي إيران أو تميم قطر، لقد وضع الأمير محمد بن سلمان المملكة العربية السعودية في الميزان الدولي، وأصبحت المملكة تنافس الدول العظمى اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، نعم رؤية 2030 الذي أطلقها الأمير محمد بن سلمان جعلت الدول الصناعية تتسابق نحو المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي لم يحقق أردوغان لبلاده أو شعبه إلا خسرانا في خسران وويلات حروب وإرهاب وإراقة دماء، لقد قضى الأمير محمد بن سلمان في 3 سنوات على الإرهاب والتطرف والفكر الضال، بينما تعج تركيا وإيران بشتى أنواع الإرهاب والتطرف والفكر الإخونجي بل والاعتقالات والاغتيالات في الأسبوع الماضي وفي مجلس الأمن شن وزير خارجية الدنمارك هجوما عنيفا على أردوغان ووصفه بأنه مجرم حرب، وطالبه بالخروج فورا من المدن السورية وعفرين التي أغرقهم أردوغان في دماء الأبرياء من الشيوخ والأطفال والنساء، وانضمت إلى الدنمارك ألمانيا والسويد والنرويج الذين طالبوا أردوغان بالخروج من الأراضي السورية، وقد يؤدي ذلك إلى قطع العلاقات بين الدنمارك وتركيا كما وصف مندوب الدنمارك أردوغان بأنه نازي، وأنه مثل هتلر الذي كاد أن يبيد العالم في الحرب العالمية الثانية، لذا فإن تركيا لا تقل عداوة للخليج عن العدو الفارسي إيران الآن هناك إرادة شعبية واسعة بمقاطعة المنتجات التركية في المملكة، التي استجاب لها الموردون والموزعون للمنتجات التركية وسحبها من الأسواق السعودية عقابا لأردوغان على ما اقترفه من إساءات وجهها للمملكة ودول الخليج، وقد تحدث عضو البرلمان التركي مصطفى أيوب في جلسة للبرلمان انعقدت الأسبوع الماضي واصفا الوضع الاقتصادي في تركيا بأنه مأساوي وأن تركيا تنهار اقتصاديا بسب سياسة أردوغان العدائية، كما وصف أن السوق السعودي هو ما ينعش الاقتصاد التركي وبذلك سوف تغلق المصانع والشركات المنتجة للسلع التركية المصدرة للسعودية، كما ستكون لدينا بطالة كبيرة كما وصف أن الليرة التركية هبطت إلى أدنى مستوياتها كما توقفت حركة البناء والنمو في كل أنحاء تركيا وعلى حكومة أردوغان أن تتحمل كامل المسؤولية.