د. جاسم المطوع

المرأة عندما تصادق تحب أن تكون علاقة الصداقة متماسكة ومستمرة وصادقة، بينما الرجل عندما يصادق فهو في الغالب يصادق من أجل المشاركة بنشاط معين أو المشاركة بمهمة معينة، مثل صداقة العمل أو صداقة الرياضة أو صداقة الهواية أو صداقة السهرة والجلسة، بينما المرأة حتى لو صادقت من أجل نشاط معين فإنها تود أن تستمر هذه الصداقة في جميع جوانب الحياة، ولهذا في الغالب صداقات الرجال تستمر أكثر من صداقات النساء لأن احتياجات الرجال من الصداقة أقل من احتياجات النساء، أما عمر الصداقة عند المرأة فهي في الغالب أقصر من عمر الصداقة عند الرجل، بسبب كثرة متطلبات المرأة وكثرة توقعاتها من صديقتها وكذلك بسبب تغير ظروفها والتزاماتها من بنت إلى زوجة ثم أم وبعدها جدة، فتكون منشغلة كثيرا بالالتزامات الأسرية، أما الرجل عندما يصادق رجلا آخر فإن سقف التوقعات عنده ليس كبيرا ولهذا تستمر الصداقة لفترة أطول

أما تصنيف الأصدقاء فعند المرأة والرجل تصنيفها واحد، فهناك (الأصدقاء المخلصون) وهم بمثابة النفس، وهؤلاء قلة ولكنهم مريحون في التعامل ويحفظون الأسرار الشخصية ويقومون بالدعم المادي أو المعنوي عند الحاجة، وصنف آخر من الأصدقاء وهم (أصدقاء المصلحة) مثل صديق الرياضة أو صديق التسوق أو صديق العمل أو صديق الهواية، والمصلحة هنا إيجابية وليست سلبية، فهذه الصداقة تكون لفترة محددة وقد تنتهي العلاقة والصداقة بانتهاء المهمة أو المصلحة، أو إذا تغيرت طبيعة العلاقة بعد انتهاء المهمة من علاقة عميقة إلى علاقة سطحية، وهناك (أصدقاء للمرح والضحك) وآخرون (أصدقاء للمتعة والحديث)، وبمناسبة تطور وسائل التواصل صار عندنا تصنيف جديد وهو (أصدقاء شبكات التواصل الاجتماعي)، ففي السابق كان عدد الأصدقاء قليلا والآن ازداد بسبب التواصل من خلال شبكات التواصل، ويقدر الباحثون في العلاقات الاجتماعية أن عدد الأصدقاء بلغ 150 صديقا لكل شخص فعال في شبكات التواصل، ولكن ما يهمنا في الصداقة أن تكون عميقة وليست سطحية، فهي الصداقة الحقيقية والتي يعتمد عليها وقت الشدة، ففي الغالب الأصدقاء المقربون والمخلصون لا يزيد عددهم على خمسة أصدقاء.

أما الصداقة بين الرجل والمرأة ففي أكثر من دراسة اطلعت عليها في الصداقة بين الجنسين تفيد بأن أغلب حالات الصداقة بين المرأة والرجل تختلف تماما في العلاقة والنهاية عن صداقة الرجل للرجل أو المرأة للمرأة، وأكثر الدراسات تجزم بأن صداقة الرجل للمرأة لا تقف عند حد الصداقة، وإن كانت العلاقة في ظاهرها تهدف للصداقة أو تم الاتفاق بينهما على أن تكون صداقة، ولكن مع مرور الوقت تتغير النظرة للطرف الآخر وخاصة من الرجل للمرأة، لأن احتياجات الرجل تختلف عن احتياجات المرأة إذا كانت العلاقة بين الجنسين، بسبب اختلاف الفهم العاطفي بين الرجل والمرأة، فالمرأة لديها القدرة على الاستمرار بالصداقة طالما أن الطرف الآخر يشبعها بالكلام والاهتمام، بينما الرجل قد يطرب في بداية الصداقة للكلام والاهتمام ولكن بحكم طبيعته الذكورية واحتياجاته الخاصة فإنه في الغالب لا يشبعه الاستمرار بالصداقة على الكلام والاهتمام، وإنما يريد شيئا أكثر من ذلك، لأن الرجل ينجذب أكثر جسديا للمرأة، وهذه مسألة مهمة قد تخفى على كثير ممن يحلمون بصداقة بريئة بين رجل وامرأة، وختاما نقول إذا كان عندك صديق متفهم ومخلص وصادق ويقف معك في السراء والضراء فهذا كنز عظيم أنت تمتلكه فلا تفرط فيه واشكر الله تعالى على نعمة الصديق الوفي.

@drjasem