عبدالله الحمدان

الزواج في اللغة العربية هو الاقتران، فيقال زوج بالشيء أي قرنه به والمتعارف عليه بشكل عام هو العلاقة التي تربط بين الرجل والمرأة. حيث يعد الزواج الخطوة الأولى نحو تأسيس الأُسرة، والقاعدة الأولى لتشكيل المجتمعات.

في الزواج وتقاليده تنوعت العادات الغريبة والمختلفه بين الشعوب، ولأن الحديث هنا عن الاختلاف أتذكر موقفاً حصل مع صديقٍ لي بعد حضورة لحفل زواجٍ لأحد معارفه من الجزائر وكان الزفاف في مدينة عنابه. يقول والحديث هنا لصديقي أحمد «ستجد في حفلاتهم التقاليد الجزائرية القديمة للزواج، حيث استوقفتني موائد الطعام الجزائرية الأصيلة، والتي فيها كل ما لذ وطاب من البقلاوة والكسكسي والخضار وشوربة اللحم المخلوطة بصلصة البندورة وغيرها من المأكولات الجزائرية الجميلة، وهذه تعد إحدى عاداتهم القديمة والتي تدل على كرم أهل الزوج وتقديرهم للمعازيم.

ومن حديث أحمد بدأت رحلة البحث عن الفروقات بين عادات الزواج في مختلف الثقافات ووجدت العديد من التقاليد الغريبة في مختلف الدول على غير ما اعتدنا عليه في بلداننا العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص.

في الصين مثلا ًوتحديداً في بعض المناطق التي لا تزال تتمسك بطرق الزواج التقليدية. في الغالب لا يرى العريس زوجته إلا بعد الاتفاق بين أهل العريس والعروس، يجهزها أهلها ويحملونها في هودج مغلق إلى منزل العريس، حينها يستلم منهم المفاتيح فإن أعجبته الزوجة تم إتمام الزواج وإذا لم تعجبه عادت من جديد لبيت أهلها.

أما في إندونيسيا، والد العروس يحمل ابنته من منزلها إلى منزل الزوج مهما كانت المسافة طويلة، فعادات الزواج هناك تؤكد على ألا تطأ أقدام العروس الأرض يوم زواجها. لتذهب محمولة على أكتاف الأب أو من ينوب عنه لمنزل الزوجية.

في الهند والتي لم يطلق عليها أم العجائب من فراغ، فحسب الديانة الهندوسية هناك فترةٌ مشؤومة للنساء المولودات فيها وتسمى أيام مانجليك وفقاً للتقويم الهندوسي، والتي يعتقدون بأن المتزوجات في تلك الفترة سيموت زوجها في خلال عام، لهذا يتم إجبارها على الزواج لمدة عام كامل من شجرة، وبعد انتهاء العام تستطيع الزواج من إنسان عادي.

وكنت أعتقد أن هذه العادات قاصرة على بعض الدول فحسب ولكن في أوروبا أيضاً واسكتلندا تحديداً هناك بعض العادات الغريبة في الزيجات حيث يقوم أصدقاء العروس بوضع القمامة أعزكم الله والبيض على العروس، فإن تحملتها يكون هذا دليل على قدرتها على تحمل الحياة الزوجية، حينها يتم إتمام العرس بعد تجهيز العروس، كما أن هذا الأمر يُعتقد أنه يحمي العروس من الأرواح الاسكتلندية الشريرة.

في الصومال الحال مختلف حيث يقوم الزوج بضرب الزوجة أثناء حفل الزفاف ليثبت للجميع أنه سيكون السيد المطاع في المنزل بعد الزواج. هذه أغرب عادة سمعت عنها من عادات الزواج. فلا أعرف كيف سينتهي زواج بدأ بضرب الزوج للزوجة.

وعلى كلٍ، كما قال سقراط أقبل على الزواج في كل الأحوال، فإن كانت زوجتك صالحة تسعد، وإن كانت طالحة، تصبح فيلسوفا، وفي هذا صلاح المرء.

Abdul85_ @