فيصل الخريجي

الأديان رسالة محبة وسلام وخير، أنزلت على الأنبياء حفاظا على حياة البشر وأعراضهم وأموالهم وكرامتهم، وللارتقاء بهم إلى كل خير، وللحد من التطرف والكراهية والعدوان، مصداقا لقول الله عز وجل: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)، وقوله سبحانه: (ولقد كرمنا بني آدم)، وقوله تعالى وهو خير القائلين: (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) لسابق علمه سبحانه وتعالى بأن من خلقه من سيقوم باستغلال ذلك الخير الذي أنزل للبشر ويستخدمه أداة لتمرير مصالحه الشخصية، ومنافعه الدنيوية، وإلباسها ثوب الخيرية في حين أنها غطاء للشرور.

الرئيس التركي الحالي أردوغان يعد من أبرز من عزف سيمفونية الشيطان في ظل دين الله، وتلاعب بآياته ووظفها للشر، فقد ساهم في تحريض السوريين للثورة على حكومتهم، ووعدهم بسرعة التدخل لإنقاذهم، وعجل في إخراجهم من وطنهم مستقبلا إياهم بمعزوفة: (أنتم المهاجرون ونحن الأنصار)، ثم ما لبث أن هدد بهم أوروبا: ادفعوا ثمن استضافتي للمهاجرين أو سوف أطردهم إليكم عبر البحر، ثم تبع ذلك تحويلهم إلى مرتزقة (السوركيين)، وإرسالهم لإثارة الفتن والقتال في ليبيا وأذربيجان، كل هذا وسفيره لا يزال قابعا في دمشق معترفا بحكومة بشار الأسد، وعندما مارس الشعب وقطاع الأعمال السعودي حقه في مقاطعة المنتجات التركية كردة فعل طبيعية على ممارسات الرئيس التركي العدوانية ضد المملكة، عزف أردوغان معزوفته الشيطانية منشدا: (من يحارب اقتصادنا كمن يهاجم صوت الأذان).

وقف الشيطان عاجزا أمام هذا السوء الذي يتحلى به الشيطان العازف أردوغان، إذ كيف يمتلك الجرأة على مقارنة اقتصاد تشكل تجارة البغاء فيه أربعة مليارات دولار سنويا بأذان الصلاة الطاهر، نحن بالفعل أمام شيطان يعزف على نغمة الأديان، أمام شيطان يشتري بآيات الله ثمنا قليلا، أمام محتال يخادع الأمة العربية بلسان عربي.

المقاطعة حق مشروع للشعوب الحرة، فنحن في غنى عن بضائع تركية تمول أردوغان الذي يعادي قيادتنا ووطننا.

falkhereiji @