اليوم - الدمام

سلّط موقع «دي دبليو» الألماني الضوء على آلاف المهاجرين في جنوب إسبانيا يعملون بالزراعة وقطف الثمار، بدون أوراق أو عقود رسمية، ويكدحون لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة. كما أنهم يعملون خلال جائحة كورونا دون تدابير حماية أو تجهيزات نظافة مناسبة.

وتقوم مجلة «إثيكال كونسومر» بالاشتراك مع صحيفتي «الأوبزرفر» و«الغارديان» في المملكة المتحدة، بالتحقيق في ظروف ما يقدّر بـ7 آلاف إلى 10 آلاف عامل مهاجر في جنوب إسبانيا منذ سنوات، وكشف انتهاكات حقوق العاملين في المزارع ومحاولة الضغط على محلات السوبر ماركت البريطانية للالتزام بمراقبة الموردين وإجراء تغيير في ظروف العمال. ونُشر آخر تحقيق في صحيفة «الغارديان» في 20 سبتمبر الفائت.

وخلال الحرب العالمية ضد وباء COVID-19، ظلت الظروف على حالها أو حتى أصبحت أسوأ بالنسبة للكثير من هؤلاء العمال، الذين يعيشون ويعملون بالقرب من بعضهم البعض، وغالبًا دون معدات حماية كافية، وعدم وجود إمكانية الوصول إلى مرافق النظافة.

وقال سيبتو ميندي إن الشركات التي توظف العمال المهاجرين «تحاول باستمرار خفض الأجور». وفي الآونة الأخيرة، تم اللجوء إلى السلطات الإسبانية بهذا الشأن، ولكن أصحاب العمل بحسب ميندي يحاولون استرداد أرباحهم بطرق أخرى. على سبيل المثال، من خلال رفض دفع تكاليف السفر إلى الحقول، والتي من المفترض أن يقوم أصحاب العمل بتغطيتها.

وقال عامل من المغرب يُدعى حسن، لصحيفة «الغارديان» إنه يقضي 12 ساعة في اليوم في العمل في دفيئات (بيوت بلاستيكية) ألميريا، «إن ظروف العمل سيئة» وأوضح أنه «في بعض الأحيان نعمل من شروق الشمس إلى غروبها في درجات حرارة عالية، مع استراحة لمدة 30 دقيقة فقط طوال اليوم».

ولا يقتصر الأمر على ظروف العمل فحسب، بل إن فيروس كورونا لم يساعد على تحسين الأمور في إسبانيا أيضًا. فقد سجّلت البلاد خلال الصيف ارتفاعًا جديدًا في أعداد الإصابات بفيروس كورونا. وبالتالي أصبحت في بداية شهر سبتمبر أول دولة في أوروبا الغربية تسجل أكثر من نصف مليون حالة، وفقًا لصحيفة «الغارديان».

وتظهر أحدث الأرقام الصادرة عن المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض (ECDC) في 29 سبتمبر، أن إسبانيا أبلغت عن حوالي 750 ألف حالة، وما زالت تتصدر أعداد الحالات المبلّغ عنها في أوروبا.

وقال أوليفييه دي شاتر لصحيفة الأوبزرفر إن «الوباء قد أدى إلى تفاقم الظروف غير المقبولة التي يواجهها العمال المهاجرون ويجب على الحكومة الإسبانية التحرك بشكل عاجل».

وأضاف دي شاتر إنه نظرًا إلى حقيقة أن ثلثي الفواكه والخضراوات المستهلكة في جميع أنحاء أوروبا والمملكة المتحدة تأتي من هذه البيوت الزجاجية (في جنوب إسبانيا)، فإن جميع الشركات وتجار التجزئة في سلاسل التوريد هذه تتحمّل مسؤولية تجاه هؤلاء العمال أيضًا.

وحسب العامل المهاجر من المغرب عندما سأله صحفيو «الغارديان» عما إذا كان حصل على قفازات وأقنعة واقية للوجه للعمل في البيوت البلاستيكية. أجاب: إنهم لا يعطونك أي شيء.

وأخبر عامل يُدعى محمد، الصحفيين بأنه قد فقد وظيفته بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا. وعندما حاول العودة إلى العمل بعد تعافيه، قال له مدير المزرعة: لا يوجد لك عمل.

وتقوم نقابة Soc-Sat في ألميريا منذ سنوات بحملات ضد العديد من الشركات في هذا القطاع، من أجل تأمين حقوق العمال والدفاع عنها.

وتنطوي حملات النقابة الداعمة لحقوق العمال على اتهام الشركات بأنها لا تحترم حقوق العمال. وقال رئيس النقابة خوسيه غارسيا كويفاس لصحيفة الغارديان: إن حوالي 80% من شركات الفاكهة في ألميريا تخالف القانون، من حيث توفير معدات الوقاية الشخصية للقوى العاملة المهاجرة.