د. بادي العنزي

الندية هي الشعور بالحسد والتنافس والصراعات بين الإخوة الأشقاء، ويعاني منها أغلب الآباء والأمهات لمَنْ لديهم طفلان أو أكثر، وقد تستمر طوال فترة الطفولة، وتكون مصدر ضغط نفسي وعصبي للوالدين.

لحسن الحظ أغلب علاقات الأشقاء المتوترة تتحسن بمرور الوقت.

تعد الندية وسيلة الطفل لإثبات ذاته، وأنه مستقل عن إخوته.

بمجرد ولادة طفل جديد، فإن الأضواء تتجه مباشرة نحو الطفل الجديد، ويشعر الطفل الأكبر بزوال الاهتمام عنه، خصوصا مع انشغال الأم بآثار الوضع والعناية بالطفل الجديد، وانشغال الأب بالطفل الجديد، فيشعر الأخ الأكبر بغيره من الزائر الثقيل، كما يشعر بأن محبته ومكانته قد تأثرت لدى الوالدين بسبب هذا الزائر.

أما عن طرق منع الندية والغيرة بين الأشقاء، فيجب قبل ولادة الطفل الجديد أن نتحدث عنه، وكيف أنه سوف يجلب السعادة لأخيه الأكبر..

سوف يحبك كثيرا.. سوف تلعب معه.

كما يفضل أن تشرك الطفل الكبير في تسمية المولود الصغير والعناية به مثل إحضار رضعته أو ملابسه.

وعندما يولد الطفل الجديد من الجيد إعطاء هدية باسم المولود الجديد للأخ الأكبر مما يزيد الروابط بينهما.

من الضروري أيضا أن يخصص الوالدان وقتا منفردا مع الأخ الأكبر مما يشعره بأن الاهتمام والحب لم يتأثرا مع الطفل الجديد، ويفضل الثناء على تصرفات الطفل الكبير الإيجابية نحو الطفل الجديد.

من النقاط الرئيسية في منع مشكلة الندية والغيرة عدم تصريح الوالدين بأن أحدهما أفضل من الآخر وإحضار بعض الألعاب المشتركة بينهما لتعزيز العلاقة بينهما.

يفضل أن يحتفل الوالدان بإنجازات كل طفل وتعزيز ثقته بذاته، ومن المهم العدل بين الأشقاء مع مراعاة الفارق العمري بينهما.

ومن الأفكار الرائدة الدعوة لاجتماع عائلي أسبوعي وسماع وجهات النظر من الأبناء مما يزيد التعاون ومعرفة المسؤوليات ويقلل من الغضب والضغوط النفسية ويزيد من ثقتهم بنفسهم فيأخذ كل منهم الفرصة للكلام بدون مقاطعة، ويقول كل ما يشعر به ويستمع الجميع. كما يفضل أن توضع أجندة ومواضيع مشتركة للنقاش ووضع خطط لعلاج المشاكل.

الندية والغيرة بين الأطفال أمر مرهق للآباء والأمهات إلا أن الحلول، التي ذكرت تقلل منها بشكل كبير.

bqalenazi @