فيصل الظفيري

لا أحد ينكر الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام بمختلف وسائله لإبراز المقومات التي تزخر بها مملكتنا في مختلف الجوانب الصناعية والسياحية. وقد كانت التغطيات التلفزيونية تأخذ حظا واسعا في الانتشار في الفترات الماضية حتى نزعت عنها سلطانها منصات إعلامية أخرى مثل السناب وتويتر وغيرها..

ولكن ما زالت بعض القنوات التلفزيونية لها أثرها ولها متابعوها خاصة عندما يصنع المحتوى بطريقة آسرة وجذابة.

لكن التغطيات التلفزيونية لإنجازات مملكتنا للأسف حصرها القائمون على القنوات التلفزيونية لتكون جلها في المدن الرئيسية التي تتواجد فيها فروع للمحطات التلفزيونية.

ورغم أن مدن المملكة تزخر بالكثير من المنجزات الوطنية التي يفخر بها إلا أنها برأيي تعاني من الإهمال الإعلامي، ما لم يتصدى لها أحد أبنائها ليكون مراسلا إعلاميا لها كما حدث مع قناة الإخبارية، حيث استطاعت هذه القناة خلال الجائحة أن تنفض الغبار عنها وتسلك معتركا إعلاميا فذا. حيث جندت لها مراسلين في كل مناطق المملكة تقريبا وأخذوا يغذونها بالتقارير الإخبارية التي لا تكاد تتوقف طوال ساعات بثها، ومعظم تجهيزاتهم هي عبارة عن جوال حديث وجهاز إرسال.

لكن واقع باقي القنوات الإعلامية الرسمية منها والخاصة يعاني من سبات طويل في تغطية مناطق المملكة المختلفة، حيث ربط القائمون على هذه القنوات زيارات قنواتهم لهذه المدن بالزيارات الرسمية للمسؤولين لافتتاح مشاريع أو لجولاتهم فيها، وتقتصر تقاريرهم على تقارير إخبارية لا تسمن ولا تغني من جوع..

ومنهم من يرى أن تغطية عملت من عدة سنوات تكفي ولا داعي لتكرارها..

والهاجس المالي الذي يحصل عليه الموظف في التلفزيون يشكل أحد الأسباب الرئيسية التي تمنع زيارة المدن البعيدة نسبيا عن مراكز القنوات الإعلامية مما يجعلهم يركزون نشاطهم الإعلامي في حدودهم القريبة ما لم يكن هناك حافز مادي من الجهة المستضيفة.

أما القنوات سعودية التمويل فلا تقل تعقيدا عن قنواتنا المحلية فمراسلوها غالبا ما يكونون موظفين في جهات أخرى ويعملون كمتعاونين أو مراسلين عند الحاجة.. وعذرهم الدائم أننا نحتاج الإذن من المركز الرئيسي، وهو عذر حاضر دائم عند طلبهم لتغطية ما في مدننا..

ورغم أنك ترى في كثير من برامجهم وتغطياتهم تقارير من مختلف دول العالم يوجد أفضل منها في مملكتنا بل وترى مقابلات مع مختصين من أطباء وغيرهم يوجد أميز منهم من السعوديين لكن لا يبدو أن زامر الحي لا يطرب.

ولو تحدثنا عن سعودة هذه القنوات لأخذنا أياما وليالي ونحن نتحدث عن ضرورة سعودة هذه القنوات ليس على مستوى المذيعين فحسب، بل لكل الوظائف المساندة لهذه القنوات لما يتميز به الكثير من شباب وشابات هذا الوطن من إمكانيات إبداعية ناهيك عن وجود معاهد متخصصة تدفع بالمئات سنويا لسوق العمل في هذه التخصصات.

علنا نظهر إعلاميين يهتمون بصناعة محتوى ويحولون ما تضمه مدن المملكة المختلفة من إنجازات إلى محتوى إعلامي تتناقله وسائل الإعلام المختلفة. إضافة إلى أن التطور التقني في وسائل البث التلفزيوني تطورت وتيسرت بحيث أنك تستطيع البث من مناطق بعيدة بأقل التكاليف.

ولعلنا نرى من معالي وزير الإعلام التفاتة إلى هذا الجانب علها تحرك منصاتنا التلفزيونية لتظهر لنا تقارير تلفزيونية نفتقدها عن مناطقنا.

dhfeeri@