اليوم - الدمام

أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس الأحد، جدية حكومته في حماية البعثات الدبلوماسية في العراق، وأشار إلى أن مهمة حكومته الحالية هي التهيئة لانتخابات نزيهة وعادلة. وأنه سيلاحق قتلة المتظاهرين.

وقال الكاظمي خلال حوار تليفزيوني: إن «الشعب العراقي شعر بأنه في مشكلة حقيقية، لذلك خرج في هذه المظاهرات، التي لا يمكن أن تمثل مرحلة عابرة في تاريخ العراق، بل هي مرحلة مفصلية، حيث كان هناك إحساس شعبي، بأن العراق مهدد، وأن حاضره ومستقبله في خطر، لذلك استقالت الحكومة الماضية، وجاءت هذه الحكومة».

وتابع أن الولايات المتحدة سحبت أكثر من ألفين وخمسمائة جندي، إلى خارج العراق، لكن بعض الأطراف تصر على التعامل بغوغائية، وتهدد علاقة العراق بالمجتمع الدولي. وبشأن التحقيقات الجارية في واقعة اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي، أكد الكاظمي التوصل إلى خيوط عملية اغتيال الهاشمي والناشطين، وسنعلن النتائج في الوقت المناسب، فهذه الجريمة وحّدت الشعب. وتابع أن القتلة لا يفلتون من العقاب مهما طال الزمن، والبرنامج الحكومي، تضمن متابعة شهداء وضحايا تشرين، مشيرًا إلى أن حجم الوجع وحجم الإصابات، كان كبيرًا، فعندما يفقد شاب في عمر الورود، يفقد عينه ما الذي يصنع عقب ذلك.

ولفت إلى أنه سيُعلن قريبًا عن لجنة من القضاة بشأن كشف الحقائق الخاصة بمقتل المتظاهرين. وأكد أن هناك اتفاقًا من الشباب المطاردين قضائيًا، من غير المتورطين بعنف أو قتل، سيكون هناك إغلاق لقضاياهم. وطالب الكاظمي العائلات الذين يعتقدون أن أبناءهم معتقلون في قضايا رأي عليهم إخبار الحكومة، عن طريق الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومكتبي شخصيًا، متابعًا أن رئيس مجلس القضاء الأعلى كان له موقف مشرّف تجاه قضايا المتظاهرين المعتقلين.

ولفت إلى أن احتجاجات أكتوبر هي السبب الأساس في إنتاج تلك الحكومة، وعلينا التوقف عند هذا الحراك، حيث كان هناك إحساس بأزمة حقيقية ليس بين الشعب والحكومة، وإنما بين الشعب والمنظومة السياسية، لذلك قلت في خطابي الأول، إن هذه الحكومة حكومة حل، وليست حكومة أزمات، فهي خيمة لكل العراقيين في هذا الظرف الحساس الخطير.

وأكد الكاظمي أن بعض الجماعات السياسية، ما زالت تفكر بعقلية الماضي، وتتناسى أن 60% من الشعب العراقي، هم من فئة الشباب.

ولفت إلى أن الاتهامات لي بدأت منذ أول يوم، ولغاية الآن، وهذا بسبب أن هؤلاء لم يفهموا المعادلة السياسية، فهذه القوى نسيت أن 60% من الشعب العراقي من الشباب وهم أبناء التكنولوجيا، والعالم، وليس محصورًا بالجغرافية العراقية، بعضهم أراد تكرار خطأ الماضي، ولو أعطيتهم، ما يريدون لكانوا يسبحون بحكومة الكاظمي، ويدافعون عنها، لكن مبادئي ترفض ذلك، لذلك ارتضيت لنفسي عمل حكومة تعمل على حماية الوضع الأمني من الانهيار، والوضع الاقتصادي، من الانهيار، وحماية التوازن في العلاقات الخارجية للوصول إلى انتخابات نزيهة مبكرة.

وقال: إنني فضلت رضا نفسي وضميري، ورضا الشارع العراقي. وتابع أن هناك من الكتل الشيعية، موقفها وطني وداعم للحكومة، لكن المشكلة في العرف السياسي، الذي بُني بعد عام 2003. مشيرًا إلى أن أغلب الوزراء في الحكومة الحالية هم من داخل الوزارات، وأبناء تلك المؤسسات.