شهد بالحداد - الدمام

المملكة مليئة بمواهب فنية تحتاج إلى الثقة والفرصة

حدثنا عن الفيلم.. من أين استلهمت فكرته؟

أنا من عشاق أفلام الرعب والإثارة، وأسعى لإنتاج محتويات ذات طابع محلي مرتبط بثقافة المشاهد العربي، وصحراء المملكة من المواقع التي تأسرني وأستمتع جدا بالتصوير فيها؛ لما تتميز به من جمال الطبيعة والتضاريس الجغرافية الفريدة، وتوجد الكثير من المغامرات والقصص الشيقة المتعلقة بالصحراء، ومن أبرز هذه القصص والأساطير المنتشرة أسطورة «بونويرة» الذي يضل الناس في الصحراء بضوء الفانوس الذي يحمله، فألهمتني كثيرا هذه الفكرة مع توجهي في كتابة قصة لمجموعة من الأصدقاء في رحلة داخل الصحراء، تتمحور عن مجموعة من أصدقاء الجامعة يجتمعون بعد انقطاع طويل في رحلة إلى الصحراء لقضاء وقت ممتع هناك، وأثناء الليل يلفت انتباههم صوت عال ووجود ضوء من بعيد في قلب الصحراء، فيذهب سعود وحيدا باتجاه النور لمعرفة مصدره ولتقديم المساعدة، حينها تبدأ المصاعب بعد ذلك بسبب عدم عودة سعود، فيقرر فارس أن عليهم اللحاق به، ما أوقعه في جدال مع خالد في اتخاذ القرارات التي تتعلق بمصيرهم، بينما يقف عبدالله حائرا بين الاثنين، ويفاجأ الأصدقاء أثناء ذلك بأمور غريبة، وحضور شيطاني يؤدي إلى ضياعهم في الصحراء، وكنت متحمسا كثيرا لاختبار فرضية الفرد ضد المجموعة في هذا العالم.

خطة تصويرية

كيف كانت تجربة تصوير فيلم رعب في الصحراء؟

اخترت تصوير هذا الفيلم بأسلوب حمل أحد الشخصيات الرئيسية للكاميرا في يده لتصوير هذه الرحلة؛ لإضافة طابع الواقعية والحقيقة من ناحية التجربة الشخصية لمثل هذه المواقف، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأساليب التي يصور بها الجميع محتوياتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وأعددت قائمة اللقطات بعناية بالتنسيق مع مدير التصوير، وذلك لتصوير الفيلم بهذا الأسلوب، مع الأخذ في الاعتبار جميع المعايير السينمائية التصويرية، كما تطلب أيضا تدريب الممثل الرئيسي محمد حنبظاظة على التصوير ليتمكن من تنفيذ هذه الخطة التصويرية بدقة.

مواهب دفينة

ماذا عن طاقم العمل والممثلين في «بونويرة» كونها قصة من واقع الحياة السعودية؟

كان أحد أهدافي، كصانع أفلام سعودية، أن أصنع فيلما سعوديا خالصا بأياد وسواعد سعودية؛ لنقدم عملا لا يقل جودة عن الإنتاجات العالمية، وبفضل الله استطعنا أن نخلق بأعمالنا سوقا لمهنة صناعة الأفلام من خلال فرص العمل التي نوفرها للطاقات الإبداعية السعودية من خلال الأفلام التي أنتجها، فطاقم العمل على سبيل المثال كان بنسبة 98 ٪ من السعوديين، أما الممثلون فكانوا سعوديين بنسبة 100 ٪ وأسعى كثيرا لاكتشاف المواهب السعودية وصقلها لإيماني بوجود مواهب دفينة في المملكة تحتاج إلى الثقة والفرصة.

عمل شاق

ما أبرز التحديات التي واجهتها صناعة هذا الفيلم؟

لا شك أن كل فيلم يواجه العديد من التحديات، وأبرز التحديات التي واجهتنا أن العمل في الصحراء كان شاقا جدا فيما يتعلق بنقل فريق العمل والمعدات والأمور اللوجيستية، أيضا كان هناك العديد من المشاهد التي تصور من لقطة واحدة، والتي تطلبت قوة في الأداء التمثيلي الذي لا يحتمل أي أخطاء، والتدريب والتحضير المسبق، وكان هناك العديد من المشاهد الخطرة والتي تطلبت متخصصين في الحركات الخطرة، ومتخصصين في المؤثرات السينمائية، وكان على الممثلين أن يؤدوا هذه المشاهد بإتقان من دون أي أخطاء تذكر.

صناعة وليدة

ماذا يعني كون الفيلم سيعرض في السينما السعودية؟

هذا يعني نجاحا كبيرا، ليس لي فقط، بل لكل سعودي ولكل صانع أفلام سينمائية سعودية يهتم بتشجيع هذه الصناعة الوليدة حديثا، لتقديم المنتج السينمائي السعودي لرواد دور السينما وتصديره للعالم، ولنثبت أننا بدأنا من حيث انتهى الآخرون، لننافس في أسواق الشرق الأوسط بالفيلم السينمائي السعودي.

تشجيع المحلي

كيف ترى المنافسة بين الأفلام السينمائية «السعودية» والأفلام الأجنبية في صالات السينما؟

لا شك أن الأفلام الأجنبية تعتبر منافسا قويا للأفلام السعودية؛ لما تتمتع به من خبرات طويلة وميزانيات مرتفعة لإنتاج أفلام ذات قوة إنتاجية عالية، إضافة إلى أن عدد الأفلام التي تنتجها وتصدر إلينا كبير، وتصل إلى آلاف الأفلام سنويا، مقارنة مع صناعة الأفلام السعودية والتي ما زالت تحبو، لكن كلي ثقة بالجمهور السعودي والعربي في أن يضعوا ثقتهم وتشجيعهم في الأفلام السعودية؛ لتستمر في النمو والتطور، وقد يتطلب الأمر مستقبلا مبادرة من هيئة الأفلام بإعطاء مساحة أكبر للأفلام السعودية في دور السينما لتشجيع المحتوى المحلي.

ما رأيك بالمبادرات ودعمها لصناعة الأفلام؟

بغض النظر عن أن فيلم «بونويرة» فيلم مستقل أنتجته من مالي الخاص ومن دون دعم أي جهة، فلقد خرجت في الآونة الأخيرة العديد من المبادرات الحكومية التي تدعم صناع الأفلام السعوديين في إنتاج الأفلام السعودية وتثقيفهم سينمائيا، مثل مبادرة وزارة الثقافة ومهرجان البحر الأحمر الدولي، التي تهدف إلى تعزيز بناء سوق الأفلام السينمائية السعودية وتأهيل من يرغب بالعمل فيها.

قال مخرج فيلم «بونويرة» عبدالله أبو الجدايل، إن الفيلم سينطلق في الخامس عشر من شهر أكتوبر الجاري في صالات السينما، وإنه يحكي قصة رعب وإثارة تحدث لمجموعة من الأصدقاء في الصحراء تؤدي لاتخاذ قرارات مصيرية، مشيرا إلى أنه يعالج من خلال الفيلم فرضية الفرد ضد الجماعة، وأكد أن الفيلم السعودي قادم بقوة للمنافسة في سوق صناعة الأفلام العالمية، مشيرا إلى أنه على الرغم من أنها صناعة وليدة بالفعل، فإن السينما السعودية بدأت من حيث انتهى الآخرون.