وكالات - الخرطوم

تستضيف جوبا عاصمة جنوب السودان، اليوم السبت، التوقيع النهائي على اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة. ووقّع الجانبان الاتفاق بالأحرف الأولى في جوبا نهاية أغسطس الماضي.

وقال رئيس فريق وساطة جنوب السودان في محادثات السلام السودانية توت قلوال للصحفيين في جوبا، الخميس: هذه الاتفاقية مهمة للسودان وجنوب السودان، استقرار السودان من استقرار جنوب السودان.. إن كان هناك سلام في السودان سيكون هناك سلام في جنوب السودان، نحن شعب واحد في دولتين.

وأعرب نائب رئيس الحركة الشعبية جناح عقار «ياسر عرمان» عن تفاؤله بأن يحدث الاتفاق نقلة إستراتيجية في إكمال مهام الفترة الانتقالية وثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام الإنقاذ، وطالب عرمان في تصريحات لوكالة السودان للأنباء، باستخدام السلام على نحو إستراتيجي، وليس تكتيكيًا لرسم ملامح جديدة، وإيجاد كتلة قوية فاعلة وداعمة للمرحلة الانتقالية، كما طالب بضرورة التركيز على تحسين معاش الناس، وتحسين الاقتصاد والاتجاه نحو إعادة الوجه المنتج للريف السوداني.

وشبّه عرمان ما تم من إنجاز في قضية السلام بتحريك جبل كامن، مشيرًا في هذا الصدد إلى وجود عدد من حركات الكفاح المسلح مجتمعة في اتفاق واحد للسلام لم يستطع النظام السابق تحقيقه في ثلاثين عامًا.

وتتكون الاتفاقية من ثمانية بروتوكولات تتعلق بقضايا ملكية الأرض والعدالة الانتقالية والتعويضات وتطوير قطاع الرحل والرعوي، وتقاسم الثروة وتقاسم السلطة وعودة اللاجئين والمشردين، إضافة للبروتوكول الأمني والخاص بدمج مقاتلي الحركات في الجيش الحكومي؛ ليصبح جيشًا يمثل كل مكوّنات الشعب السوداني.

ويأمل السودانيون أن يسهم التوصل للاتفاق في تطوير هذه المناطق المنكوبة بالنزاع منذ سنوات طويلة، لكن فصيلين رئيسيين هما «جيش تحرير السودان» بقيادة عبدالواحد نور الذي يقاتل في دارفور، و«الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو» التي تنشط في منطقتي جنوب كردفان، والنيل الأزرق لم تنخرطا في مفاوضات السلام.

يذكر أن النزاع في إقليم دارفور الذي اندلع في عام 2003 خلف نحو 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ، حسب بيانات الأمم المتحدة.

وفي منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بدأت الحرب عام 2001 وتضرر بسببها مليون شخص.