حصة الدوسري - الدمام

زيادة اللوحات التوعوية في جميع الأماكن العامة

فرضت أمانة المنطقة الشرقية، غرامات مالية، تتراوح بين 10 آلاف كحد أدنى، و20 ألف ريال كحد أقصى، على استخدام الشيشة والمعسل في المتنزهات والكورنيشات، وكذلك الشواء، وذلك إنفاذا للتعليمات التي تُفضي بالحفاظ على صحة وسلامة الرواد، وأيضا البيئة، خاصة أن الفحم المشتعل يعتبر من النفايات الخطرة، التي قد تؤدي لخواطر وخيمة بالبيئة.

توالت التحذيرات من إشعال النار في الحدائق العامة والمتنزهات والأماكن العامة غير المسموح بها، بهدف الشواء، أو الشيشة، خاصة أن وزارة الشؤون البلدية والقروية كانت قد أصدرت من قبل قوانين واضحة في ذلك السياق، تتضمن مخالفات يتم رصدها على الفئات المخالفة.

وكانت الجمعية السعودية للذوق العام قد حذرت من ارتكاب هذه المخالفات، لما يترتب عليها من عقوبات وغرامات مالية سيتم فرضها على الفرد فور رصدها عليه.

«الذوق العام»: ظاهرة دخيلة ضررها الأكبر على الأطفال

بيّن المدير العام للجمعية السعودية للذوق العام بدر الزياني، أن انتشار ظاهرة الشيشة والمعسل، وكذلك الشواء، في المتنزهات والأماكن العامة، فيها مخالفة للذوق العام، خاصةً أن ضررها الأكبر صحيًا ونفسيًا يكون على الأطفال، مضيفًا: «هي أمر دخيل على ذوق المواطن السعودي، الذي يحترم ذاته قبل الآخرين».

وعن الشواء وإشعال النار لهذا الغرض، قال الزياني: إن هذا الأمر ممنوع في المتنزهات، والبعض قد يسيء للبيئة المحيطة به، ويتعامل معها كالعدو الذي يقصد التلويث والتخريب، من نزع العشب الطبيعي، وتصاعد الأدخنة المزعجة للآخرين، خاصةً أن الدولة لم تُقصّر في تحديد متنزهات مخصصة للشواء، بحيث يكون المكان آمنًا وغير مزعج للآخرين.

وشدد على أن جمعية الذوق العام، وبحسب لائحتها، لن تتوانى عن معاقبة المخالفين، إذ تُعد هاتان الظاهرتان ضمن المخالفات المدرجة في اللائحة، ومَن يقدم على مثل هذه التصرفات يتم فرض غرامات مالية عليه تبدأ في المرة الأولى بـ 100 ريال وفي حال التكرار تتضاعف لـ 200 ريال.

«الأمانة»: نفايات خطرة تؤدي لعواقب وخيمة على البيئة

أشار المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان إلى أن الأمانة كانت قد منعت استخدام الشيشة والمعسل في المتنزهات والكورنيشات؛ إنفاذًا للتعليمات التي تُفضي للحفاظ على صحة وسلامة روادها، وأيضًا البيئة خاصةً أن الفحم المشتعل إثر الشواء يعتبر من النفايات الخطرة التي قد تؤدي لخواطر وخيمة بالبيئة.

ونوّه إلى أن إلقاء النفايات الخطرة مخالفة يبلغ الحد الأدنى لغرامتها 10000 ريال، والحد الأعلى لها 20000 ريال، بحسب لائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية.

وعن جهود أمانة المنطقة الشرقية في سياق ذلك، قال الصفيان: إنه تم وضع لوحات إرشادية توضح ذلك في المتنزهات وما يأتي ضمنها، وجارٍ العمل على زيادة اللوحات التوعوية في جميع الأماكن العامة، تضمّنت رسالة للمواطن والمقيم بالمحافظة على المكتسبات الوطنية وعدم إتلاف المسطحات الخضراء وإزعاج الآخرين، ومنع إشعال مواقد النار لأي غرض كان، ومنع لعب الكرة فوق المسطحات الخضراء، وكذلك عدم إلقاء النفايات في غير الأماكن المخصصة لها، ومنع استخدام الشيشة «المعسل» منعًا باتًا، كما تم تضمينها بملاحظة أنه في حال عدم الالتزام بالتعليمات ستعتبر مخالفة صريحة يحق على إثرها تطبيق لائحة الجزاءات والغرامات.

مواطنون: قرار جيد وإيجابي صحيا واجتماعيا

أكّد المواطن «علي بن صالح» قيامه بمخالفة إشعال النار في إحدى الحدائق سابقًا، بهدف الاستمتاع مع عائلته، قائلًا: «حقيقةً كُنّا دائمًا ما نُشعِل النار للشواء، ونعلم حقيقة خطورة الأمر على البيئة وإضافةً إلى ذلك، أمر الحيرة في مكان إطفاء النار، ورمي الجمر بعد الانتهاء منه».

وأضاف: «رغم المنع من ذلك، إلا أن فكرة العقوبة والمخالفة أمر جيد، ولعله أيقظ فينا ما كنا غافلين عنه من خطر وتلوث».

وقالت المواطنة «أم حمد»، إنها كانت تتمنى تطبيق هذا القرار منذ زمن، خاصةً أن أغلب مرتادي المتنزهات، من العوائل، مع أطفالهم، متابعةً: «لك أن تتخيل كيف يفكر الطفل أو المراهق حين يشاهد مُدخِّن الشيشة وهو يدخنها أمام عائلته بكل أريحية وكأنها شيء طبيعي ولا جدال فيه».

وأشاد المواطن «فايز أحمد» بالقرار، بقوله: «بدأنا نطبّق قوانين كنا في أمسّ الحاجة لها، فهذا القرار له جوانب إيجابية كثيرة من ناحية طبية واجتماعية، نأمل التقيد به ورصد المخالفين له، وتعميم ذلك ليتم العمل به بشكل دائم وفعلي».