د. شلاش الضبعان

ذكر أبو البقاء الدميري في كتابه حياة الحيوان الكبرى أن: أحد الأشخاص أكل على سماط فيه حجلتان مشويتان، فأخذ بيده واحدة وضحك، فسأله عن ذلك فقال: قطعت الطريق في عنفوان شبابي على تاجر، فلما أردت قتله تضرع إلي فلم أقبل تضرعه، ولم أفلته فلما رأى الجد مني، التفت إلى حجلتين كانتا في جبل وقال اشهدا لي عليه إنه قاتلي ظلماً فقتلته، فلما رأيت هاتين الحجلتين، تذكرت حمقه في استشهادهما علي، فقال ابن مروان لما سمع ذلك منه قد شهدتا والله عليك عند من يقيدك بالرجل ثم أمر بضرب عنقه.

هذه القصة مع ما يذكره الكبار وأصحاب التجربة أن الظلم عقوبته معجلة في الدنيا قبل الآخرة، فيها رسالة لكل من تساهل بالظلم.

هل يوجد ظلمة؟!

كنت أتمنى أن أقول: لا! فمجتمع مثل مجتمعنا يحظى بعقيدة وقيم ومكارم لا يجب أن يوجد فيه ظلمة، وإن وجد فلا يحق للمجتمع أن يقف منهم موقف المتفرج أو يعينهم على ظلمهم، ولكن من تابع ما يحدث في المؤسسات والمحاكم يحتاج أن يقول: هناك حالات تحتاج إلى علاج.

المدير الذي يظلم موظفاً، فيقدم عليه من لا يستحق أو يحرمه ما يستحق، أو يدمر المؤسسة التي يديرها فيظلم المجتمع المستفيد منها بأكمله، هذا من الظلم حتى ولو سمي بأي اسم، وسيرى صاحبها العقوبة قبل التقاعد أو بعده.

الزوج الذي يظلم زوجته سواء وهي في ذمته أو بعد طلاقها بأكل حقوقها، من الظلم أيضاً ولينتظر مثل هذا العقوبة، ومثله من تظلم زوجها بلسانها وتبهته في كل مكان تذهب إليه لمشكلة حصلت بينهما.

الذي امتهن مواقع التواصل الاجتماعي للظلم والبهتان اعتماداً على الأسماء المستعارة أيضاً لينتظر العقوبة ولن يحميه اسمه المستعار.

الأفراد أو الشركات التي تتساهل في أكل حقوق العاملين معها، لا تنتظر نجاحاً وتوفيقاً على المدى البعيد حتى ولو وضعت أقوى الخطط، فليس مع الظلم نجاح ولا تحقيق لأهداف.

في الحديث يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «كل ذنوبٍ يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا البغي وعقوق الوالدين أو قطيعة الرحم يُعجّل لصاحبها في الدنيا قبل الموت».

shlash2020@