عبدالله الحمدان

عرف العرب فكرة المدرسة منذ بداية الإسلام، حيث كان يجتمع الصحابة في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- لدراسة القرآن وقواعده، ثم تطورت حركة التعليم حتى انتقلت من المساجد والكتاتيب إلى دور العلماء وغيرها والتي شكلت النواة لتأسيس المدارس الأهلية بصورتها البسيطة.

في أوروبا خلال العصور الوسطى كان الغرض الرئيسي من المدارس تعليم اللغة اللاتينية، وأدى ذلك إلى تعليم متوسط المدى وكانت كثير من المدارس تتكون من غرفة واحدة يدرس فيها سبع درجات من البنين والبنات.

ومع مرور العصور والسنوات تطورت الحركة التعليمية فأنشاء الناس المدارس والمعاهد العلمية ومن ثم الجامعات.

وفي بداية التسعينيات من القرن الماضي، ومع بداية انتشار الإنترنت وتطور الحواسيب، ظهرت العديد من الأكاديميات والجامعات التي تقدم التعليم الإلكتروني كوسيلة بديلة عن الحضور لمقرات الدراسة وهو «التعليم عن بعد».

ثورة التكنولوجيا والمعلومات زادت من التحديات التي تواجه التعليم في المدارس والمنظومات التعليمية وذلك لتهيئة الأجيال القادمة لمواجهة تغيرات الحاضر والمستقبل ومواكبة التقدم والتطور الحضاري.

‫اليوم دفعت جائحة فايروس «كورونا» المدارس لإغلاق أبوابها‬ ويبدو أن إغلاق المدارس لمدة طويلة سيكون له تأثير سلبي غير متناسب على الطلاب الأكثر تضررا.

فمنذ عودة الدراسة عبر المنصات الإلكترونية يبدو أن الأطفال هم الأكثر تضررا على المستوى التعليمي، حيث يعاني الأهالي كثيرا في هذه المرحلة، فالطفل لا يستخدم الإنترنت أو الكمبيوتر إلا من أجل الألعاب فكيف يتم إقناعه من قبل الأهل على تعلم درس عبر الإنترنت والمكوث لدقائق وساعات للاستماع إلى محاضرة تعليمية وهو بكامل تركيزه.

الغالبية من الطلاب بالتأكيد لم يكونوا على استعداد تام للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، هذه المنصات بالتأكيد لها بعض الإيجابيات والسلبيات. ومن أهم الإيجابيات التي حققتها هذه المنصات هي توعية العالم والدول العربية بأهمية الدراسة الإلكترونية وأهمية التعليم عبر الإنترنت في ظل التطور والتقدم التكنولوجي الكبير.

ومن السلبيات التي لاحظتها شخصيا على العديد من الطلاب في حديثي مع بعضهم وأحدهم هو أخي «سيف» هو رغبتهم أي الطلاب بالعودة للمدارس ولفصولها لكي يكون المعلم أمامهم وجها لوجه يرونه ويتفاعلون معه لأن الدراسة عبر المنصات بالنسبة لهم يعد أمرا صعبا وشاقا.

من جانب آخر، هناك العديد من الطلاب ممن مستواهم التعليمي ضعيف من الأساس أو ممن هم بحاجه إلى شرح وحصص مكثفة ودروس تقوية، فهؤلاء ستكون مهمتهم أصعب من غيرهم.

التعليم الإلكتروني اليوم هو شبيه بالتعليم المنزلي الذي ظهر في أوائل السبعينات عندما انتقد العالم (جون هولت) العملية التعليمية. جون وقتها ألف كتابا عنوانه «علم نفسك» ترك به بعضا من النصائح والطرق المتبعة لتعليم الأطفال في منازلهم وفن التعامل معهم. قد لا أتفق مع جون في نظريته لكن نصائحه قد تكون مفيدة حتى تفتح المدارس أبوابها من جديد @Abdul85_.