دانة بوبشيت - الدمام

أكدوا أن تقارير وصول الطلب على النفط إلى ذروته «غير دقيقة»

أكد نفطيون أن النفط سيبقى المصدر الموثوق للطاقة لعدة عقودة مقبلة، مشيرين إلى أن التقارير التي تشير إلى وصول الطلب على النفط إلى ذروته ليست واضحة وغير دقيقة، فيما أن الاعتماد على الطاقة المتجددة يتطلب من المنتجين وضع خطط لتنويع مصادر الطاقة والتغلب على المعوقات التي تجعلها لا تكفي لسد احتياجات الطاقة حاليا أو لعقود خاصة مع الحاجة لتطوير التكنولوجيا للتغلب على ذلك الأمر.

وحذر المختصون من الترويج لسرعة الاستغناء عن النفط لصالح الطاقات المتجددة، مشيرين إلى أنه لا يصب في صالح الاقتصاد العالمي ومعالجة فقر الطاقة المتنامي، وله تبعات غير محسوبة خاصة أن تمويل مشروعات الطاقة المتجددة يرتكز على الدعم والسيولة من الضرائب المفروضة على الوقود الأحفوري، إذ أن بعض الشركات النفطية العملاقة بدأت باستهداف التحول للطاقة رغم أن قطاع النقل يحتاج إلى وقت طويل للاستغناء عن الوقود.

قال الخبير النفطي محمد الشطي: إن التحدث عن بلوغ الطلب على النفط لذروته خلال السنوات المقبلة ليس جديدا إذ يتم الحديث عنه منذ سنوات ولم يحدث ذلك، مشيرا إلى أن شركة «بريتش بتروليوم» لا تزال تتحدث عن مرحلة ما بعد النفط بهدف تسريع وتيرة التحول للطاقة المتجددة وكأن الأمر محسوم.

وأكد الشطي أن العالم سيظل بحاجة إلى كافة أنواع الطاقة، خاصة مع الزيادة السكانية، مشيرا إلى أن ما يتم تداوله عن اقتراب بلوغ الذروة على الطلب للوقود الأحفوري غير واقعي، خاصة أن الطاقة المتجددة لديها معوقات تجعلها لا تكفي لسد احتياجات الطاقة حاليا أو لعقود وبحاجة إلى تطوير التكنولوجيا للتغلب على ذلك.

وأضاف أن النفط يبقى له مزايا ليست متوافرة في الطاقة المتجددة محذرا من الترويج لسرعة الاستغناء عن النفط لصالح الطاقة المتجددة، إذ أنه ليس في صالح الاقتصاد العالمي ومعالجة فقر الطلب المتنامي، وله تبعات غير مسحوبة.

وأكد أن الانتقال الترددي حسب تنامي الطلب على الطاقة هو الحل الأمثل، مشيرا إلى أن تمويل مشروعات الطاقة المتجددة يرتكز على الدعم والسيولة من الضرائب المفروضة على الوقود الأحفوري، فيما أن بعض الشركات النفطية العملاقة بدأت باستهداف التحول للطاقة رغم أن قطاع النقل يحتاج إلى وقت طويل لتطبيق ذلك.

وأشار إلى أنه رغم القناعات بأن الطلب على النفط يظل ينمو إلا أن المنتجين لا بد أن تكون لهم خطط لتنويع مصادر الطاقة والاقتصاد لمصلحه شعوبهم والتغلب على تحديات المستقبل، خاصة أن الفوارق بين تطور حصة النفط والوقود الأحفوري ضمن خليط الطاقة بحلول ٢٠٥٠ مقابل حصة الطاقات المتجددة شاسع جدا مما يقلل من مصداقية السيناريوهات الموضوعة.

وأكد أن التحول والخطط الموضوعة من الدول تتسارع معها آفاق استخدام الطاقات المتجددة لكن سيظل الوقود الأحفوري المسيطر لسنوات وعقود قادمة، إلا أنه توجد تحديات منها رفع كفاءة استخدام الطاقة والاتجاه للطاقات النظيفة فيما يجب التخطيط ليشمل الاستثمار فيما يعزز استخدامات النفط.

أكد المختص بالطاقة عايض آل سويدان أن الحديث عن ذروة الطلب على النفط لم يتوقف أبدًا وسيكون حديث الكثير من الشركات ودور النشر للأبد، مشيرا إلى أن المتتبع لطرح بعض من دور النشر يرى أن الحديث عن ذلك يعود لسببين رئيسيين هما عدم إحاطة الكتاب لديهم بصناعة النفط أو وجود أجندة يحاولون تمريرها من خلال كتابة هذه المقالات. وتوجد الكثير من الأمثلة عن هذا العبث فمجلة الايكونوميست ومنذ عام ١٩٩٩ تكتب في موضوع التحول عن النفط وانتهى عصره، وشركة برتش بتروليوم وحديثها عن سيناريو zero net الشهر الماضي، به الكثير من المغالطات في مثل هذا الطرح.

وأوضح أن تراجع استهلاك النفط تحت 100 مليون برميل ليس علامة بلوغ الذروة أو نقطة تحول، مشيرا إلى أن جائحة كورونا السبب الرئيسي وراء تراجع الطلب، وما تبعها من إغلاقات أضرت بالطلب على النفط.

وأشار إلى أن النفط سوف يبقى هو مصدر الطاقة الموثوق لعدة عقود قادمة مع وجود توجه لتعظيم العوائد المالية بتحويل النفط للبتروكيماويات خاصة أن استخدام النفط كمصدر للطاقة في العالم يمثل ما نسبته 33.1% وهي الحصة الأكبر.

أفاد رئيس قسم هندسة البترول بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ظافر الشهري بأن الطلب العالمي على النفط يعاني من انحسار جزئي منذ الربع الأول من هذا العام مما ولّد ضغوطات على الأسعار ومستويات الإنتاج فيما لا تزال الصورة ضبابية عن مدى استمرار هذا الانحسار، على الأقل في المنظور القريب، والذي هو مرتبط بصورة كبيرة بتداعيات Covid-19 على الاقتصاد العالمي والطلب على النفط.

وأكد أن النفط والغاز لا يزالان وسيستمران مصدرين أساسيين للطاقة بنسبة تتجاوز النصف بين كل مصادر الطاقة بما فيها الفخم والطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة.

ولفت إلى أن الطلب على النفط والغاز وإن بدا أنه وصل للذروة في الوقت الحاضر بعد التراجع منذ الربع الأول من العام يتوقع أن يعاود التصاعد للمستويات السابقة بعد أن تعود عجلة الاقتصاد للدوران كما هو متوقع بعد اكتشاف لقاح لوباء كورونا المستجد وبعد أن تكتسب الأسواق القوة اللازمة لزيادة الطلب، مشيرا إلى أنه حتى تتضّح الصورة بالنسبة لمكافحة الوباء فالصورة تبقى ضبابية على الأقل حتى الربع الأول من العام القادم.

وأشار إلى أنه على المدى الأبعد الصورة تبقى مشرقة بالنسبة للطلب على النفط الذي لا شك سيزداد الطلب عليه في جميع القراءات والتوقعات المستقبلية.

أوضح المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي د. محمد الصبان أن التقارير عن ذروة الطلب على النفط غير دقيقة، مشيرا إلى أن ذروة الطلب ستصل حتما لكن ليس بهذه السرعة.

وأضاف أن دعاة الترويج لذروة الطلب على النفط ربطوها بجائحة كورونا التي انخفض فيها الطلب ولكن التراجع في الطلب العالمي على النفط هو مؤقت نتيجة لتعطل قطاع النقل، وجميعها مرتبطة بعمليات الإغلاق مع التخوف الآن من موجة جديدة من فيروس كورونا والتي تؤدي إلى المزيد من الإغلاق وبالتالي تسهم في تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط.

وأوضح أنه في كل الأحوال لا بد من الدول المنتجة للنفط أن تستعد خلال عقد من الآن أو عقدين أن يبلغ الطلب على النفط ذروته، مطالبا بتحقيق التنويع الاقتصادي المنصوص عليه في رؤية ٢٠٣٠ مع تقليل الاعتماد على دخل صادرات النفط الخام وزيادة القيمة المضافة لصناعة النفط، إضافة إلى تطوير القطاعات المختلفة من أجل إيجاد إيرادات تقلص من أي تقلبات لاحقة في أسعار النفط نتيجة لوصول الطلب العالمي للنفط إلى الذروة.

وأكد أن التقارير بشأن الطلب لا ترتبط فقط بجائحة كورونا بل ببعض السياسات والإجراءات التي تتخذها مختلف الدول للتقليل من انبعاثات الغاز الحراري وجهود مواجهة التغير المناخي المحتمل والذي لم يثبت علميا إلى الآن ولكن يتم استخدام ذريعة حماية المناخ لتقليص نصيب مساهمة النفط في ميزان الطاقة وتسريع الوصول إلى ذروة الطلب على النفط في الفترة القليلة القادمة.