عبدالرحمن المرشد

تشكل القرى التراثية مصدرا مهما من مصادر الجذب السياحي ورفع نسبة عدد الزوار من داخل المملكة وخارجها لمثل تلك المواقع، وهي بلا شك أحد عوامل استقطاب السياح، تضاف إلى الكثير من عوامل الجذب في مجال السياحة ـ هذا ـ القطاع الذي أكدت عليه رؤية المملكة 2030 من خلال الاهتمام به وتطويره بل وإنشاء وزارة خاصة مؤخراً بمسمى وزارة السياحة؛ لتساهم في تحويل المملكة إلى دولة سياحية بالدرجة الأولى، خاصة وأننا نمتلك كافة مقومات هذا القطاع من سياحة بحرية وبرية وتراثية وكذلك سياحة التسوق والآثار وغيرها مما يؤهل السعودية مستقبلاً لتصبح من أهم الدول في هذا المجال.

انتشرت مؤخراً في بعض المحافظات ظاهرة ترميم المنازل القديمة وتحويل الأحياء التراثية فيها إلى مزارات سياحية، حيث يقوم أصحابها الأصليون بإعادة تأهيل تلك البيوت والمساجد مع الطرقات المؤدية إليها وتأثيثها بكافة المستلزمات التي كانت موجودة سابقاً مما يعطي طابع البناء التقليدي وكذلك التجهيزات المستخدمة في تلك الفترة، وهي فكرة جميلة تكرس لدى الجيل الجديد طريقة الحياة التي عاشها أجدادنا من الناحية العمرانية ونوعية الملبوسات والأثاث المستخدم وكذلك المأكولات وغيرها.. وأغلب هذه القرى التراثية تم إنجازها بجهود ذاتية لم تتدخل فيها وزارة السياحة ولم تدعم مثل هذه الأفكار؟ برغم أنها تصب في الجانب السياحي وتجتذب آلاف الزوار سنوياً والمفترض من الوزارة دعمها بقوة لا تجاهلها.

زرت الكثير من القرى التراثية مثل قرية (اوشيقر) وقرية (سدير) ومؤخراً زرت قرية الدلم التراثية التي أسعدتني بما شاهدته من تصميم تراثي يرسخ طابع البناء المحلي في أذهان الزوار من داخل المملكة وخارجها، وكذلك نوعية الأثاث المستخدم في ذلك الزمان الذي لا يعرفه أبناء وبنات هذا الجيل، وقد أسعدني كثيراً الشرح الوافي من رئيس جمعية التراث بالدلم ا. حمد الحميدان، وما تم بذله من جهود لإنجاح هذا المشروع، كما سرني كثيراً جهود القسم النسائي في الجمعية والمشتمل على تنظيم السوق الشعبي والأكلات التراثية متوجة بجهود أ. حصة الحركان وبقية الطاقم النسائي، وكذلك رئيس الجمعية الفخري د. محمد الحيزان، الذين بذلوا جهوداً كبيرة لإظهار هذا المشروع للنور، فلهم كل الشكر وجميع القائمين على كافة القرى التراثية في جميع مناطق المملكة؛ لإسهامهم في وضع لبنة تعزز الحراك الثقافي والتراثي في المملكة، وتصب في صالح القطاع السياحي بشكل عام.

أتمنى من وزارة السياحة أن تساهم في دعم مثل هذه المشاريع معنوياً ومادياً؛ لتعزز الجانب الثقافي والتراثي لدينا، وربما يتم مستقبلاً تحويل جزء من هذه القرى إلى مطاعم وكافيهات تجتذب الكثير من الزوار وراغبي الاستمتاع بالتراث والعيش في أحضان الطبيعة.

almarshad_1@