كلمة اليوم

التخطيط الدقيق وحسن الرعاية والبعد في الرؤية التي تستشرف كافة تحديات المستقبل هي الأسس التي تنطلق منها إستراتيجيات المملكة العربية السعودية منذ مراحل التأسيس، وتتجدد وتتأصل في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، هذا الواقع انعكس كذلك على خطط المملكة المتعلقة برئاستها لمجموعة العشرين خلال العام 2020، ولعل وجود مواجهة الأوبئة والصحة الرقمية كأولويتين رئيسيتين صحيتين ضمن هذه الخطط وحتى قبل ظهور جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19)، إضافة إلى الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها المملكة خلال هذا العام الاستثنائي وكيف سخرت التطبيقات الرقمية في مواجهة الوباء وعززت الجهود والمبادرات الهادفة إلى التخفيف من الآثار الاقتصادية والإنسانية لهذه الأزمة العالمية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث خير دليل على ذلك.

حين نمعن في إعلان انعقاد قمة قادة دول مجموعة العشرين للعام 2020م بشكل افتراضي في موعدها المحدد يومي 21 و22 من شهر نوفمبر القادم برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، في ضوء الأوضاع العالمية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا المستجد، والجهود التي نتج عنها الحصول على التزامات بأكثر من 21 مليار دولار أمريكي بهدف دعم إنتاج الأدوات التشخيصية والعلاجية واللقاحات وتوزيعها وإتاحتها، وقامت بضخ أكثر من 11 تريليون دولار أمريكي لحماية الاقتصاد العالمي، ووفرت أكثر من 14 مليار دولار أمريكي لتخفيف أعباء الديون في الدول الأقل تقدما لتمويل أنظمتها الصحية وبرامجها الاجتماعية.

بالإضافة لتركيز القمة القادمة على حماية الأرواح واستعادة النمو من خلال التعامل مع الجائحة وتجاوزها، والتعافي بشكل أفضل من خلال معالجة أوجه الضعف التي اتضحت خلال الجائحة وتعزيز المتانة على المدى الطويل، وأنها ستسعى إلى تعزيز الجهود الدولية من أجل اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع من خلال تمكين الأفراد وحماية كوكب الأرض.

فهذه المعطيات الآنفة ترسم ملامح المشهد المتكامل من جهود وقدرة وريادة المملكة وتأثيرها في العالم، وكيف أن الظرف الاستثنائي الذي صاحب رئاستها لقمة العشرين لم يكن إلا تحديا آخر تتصدى له بحسن تدبيرها وقوة إمكاناتها، كما هي تؤسس من خلال القمة المرتقبة لآفاق جديدة ينطلق على ضوئها العالم لمرحلة أكثر أمانا وازدهارا.