محمد العويس - الأحساء

مختصون: تبرز التاريخ من خلال جمع التراث الشعبي

قال مختصون في المتاحف والإرشاد السياحي لـ«اليوم»، إن متاحف محافظة الأحساء، تحظى باهتمام كبير من أصحابها، لإبراز تاريخ وتراث الوطن بشكل عام، والأحساء بشكل خاص، من خلال الكنوز التاريخية والتراثية والثقافية، بوصفها نافذة على الحضارة وخزينة لتاريخ الامة و مرجع علمي للباحثين عن العلوم والمعرفة والتراث، من خلال المقتنيات التي منها الملموس والمرئي؛ لتجسيد واقع جميل.

مصدر موثوق للمعلومة وثقافة الشعوب

أكد المرشد السياحي «جعفر السلطان»، أن المتاحف تعتبر النافذة التي من خلالها يتعرف العالم على حضارة وتاريخ وثقافة الشعوب، ويلجأ لها الباحثون والدارسون في المناسبات؛ للحصول على المعلومة الصحيحة والموثقة، عن تاريخ الشعوب، والأحداث التي أثرت في ماضيها، وبنت حاضرها، ورسمت ملامح مستقبلها.

وأضاف: «في عرس ذكرى اليوم الوطني، تزدحم المتاحف السعودية عامة، والأحسائية خاصة، بروادها وزوارها، ويصطحب الآباء والأجداد، أبناءهم وبناتهم، في رحلة عبر التاريخ، يشاهدون ويسمعون ويلمسون ويشمون فيها قصص وحكايات وأحداثا أنشأت هذا الكيان، وتضحيات الآباء مع الملك المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لتأسيس هذا الوطن». وأوضح أن متاحف الأحساء لديها الكثير لتحكيه في ذلك، ففي أركانها وجنباتها تفاصيل حال أهل المنطقة قبل التوحيد والانضمام طوعًا في هذا الكيان، وكيف تبدل الحال بعد ضم الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - للأحساء، متابعًا: «كل ذلك معروض بشكل سهل ميسر وجميل من خلال الصورة والمعلومة والأشكال والمجسمات، فجولة واحدة فقط في أي متحف من المتاحف الموجودة بالأحساء سواء الحكومية أو الخاصة، تعطي انطباعًا بكل تلك الحقائق، وتظهر للأجيال عظمة ما قام به الملك عبدالعزيز - يرحمه الله -». واختتم بأن بعض المتاحف أفردت أقسامًا خاصة لتلك المرحلة الهامة من التاريخ، ومن أجمل ما يمكن مشاهدته، مدى التفاعل الكبير والحماس القوي لدى الأجيال الجديدة؛ لمعرفة تفاصيل هذا الحدث.

كتاب «سلم القراءة العربية»

قال صاحب متحف خاص عبدالرزاق العرب، إن المتاحف لها دور أساسي في إبراز تاريخ المملكة، من خلال جمع التراث الشعبي، الذي يتركز على تاريخ المملكة، وهي تعتبر ركيزة من ركائز السياحة، ومكملة للمواقع التاريخية في الأحساء.

وأضاف: نلاحظ أن المواقع التاريخية تحتوي على سقف وجدار، بينما المتاحف تعتبر مكملة لها؛ لاحتوائها على مقتنيات من تاريخ الأحساء، وموروثها الشعبي، لكافة المجالات التي تخص التراث. وأشار إلى حرصه على تدشين مشروع «أرشفة المناهج» السعودية إلكترونيًا في متحفه، وهو يهتم بتاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية، موضحًا أنه بدأ في مشروع توثيق وأرشفة المناهج الدراسية إلكترونيا مطلع 1439هـ.

وأكمل إن متحفه يضم مجموعة من أقدم المناهج الدراسية التي تم تأليفها بعد تولي الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - وزارة التعليم، التي كانت تعرف حينها بـ «وزارة المعارف».

وأكد أن متحفه يضم بعض المناهج التي أُلفت وطبعت في عهد المؤسس، ومنها منهج سلم القراءة العربية، وهو موثق بالتاريخ في عام 1370هـ، وألف وطبع في عهد المؤسس -يرحمه الله- وهو من المناهج النادرة، والكتاب من تأليف أحمد سباعي، وله إصدرات تتراوح من 6 إلى 7.

سفراء للعادات والتقاليد الأصيلة

بين المرشد السياحي العام عادل الشبعان أن دور المتاحف والمرشدين السياحيين، هو إبراز خيرات ومكتسبات وطننا الغالي، والقيادة الرشيدة - أيدها الله -، فالمرشدون سفراء للعادات والتقاليد الأصيلة.

وأضاف: نحرص دومًا على إبراز الجوانب الإيجابية التي تزخر بها بلادنا، وفي عدة مجالات، ومن ضمنها مساعدتها للدول المتضررة، منذ عهد الملك المؤسس - طيب الله ثراه - ومن بعده أبناؤه البررة، وصولًا إلى العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - يحفظهما الله -.

ترسيخ العلاقة المتجذرة بين الوطن والمواطن

شدد صاحب متحف دار التراث بالمنصورة جعفر الخواهر، على أن المتاحف هي خزينة الأمم، وسجلها التاريخي، ودورها الحقيقي يكمن في حفظ التراث، وهو التاريخ في حد ذاته، فكيف إذا كان هذا التاريخ خاصا بأجدادنا وآبائنا العظام، أصحاب الهمم، وجهودهم في الحفاظ على الأرض والعرض، وتأسيس دوله عريقة، وشرّفها وخصّها الله - سبحانه وتعالى - دون غيرها بأن جعلها أقدس بقاع الكون ضمن حدودها، وهيأ لقيام هذه الدولة الأسطورة، رجالًا أخذوا على أنفسهم العهد والوعد وتحملوا الصعاب.

وأضاف: من هنا وجبَ على أصحاب المتاحف والمرشدين السياحين تعريف الزائر وإثرائه بتاريخ هذه المملكة العريقة، والتركيز على جهود هؤلاء الرجال، وما صنعوه لأجل قيام هذه الدولة.

وتابع: يكمن دور المتاحف والمرشدين في ترسيخ العلاقة المتجذرة بين الوطن والمواطن وكيف يكون حب الوطن من الإيمان وكيفية الحفاظ على شرف الانتماء للوطن وتعليم الأجيال الناشئة حب الوطن بالتعلم والأخلاق والحفاظ على كل ممتلكات الوطن وتعزيز الهوية الوطنية والمثابرة لرفع مستوى وكفاءة الخدمة الاجتماعية والنهوض بالوطن في كل مجالات الحياة التعليمية منها والصناعية وترسيخ العقيدة الإنسانية. وقال الخواهر: كان لأهل محافظة الأحساء المبدعة الحبيبة صولات وجولات وتاريخ مجيد أصيل في قيام هذه الدولة المباركة مع جلالة المغفور له المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه -، ولانضمام المحافظة إلى كينونة الدولة، لذا فإن اليوم الوطني أصبح جزءًا من التاريخ ومرتبطا بالهوية الوطنية حتى أضحى بالنسبة لنا يوما مشهودا نترقب مجيئه وننتظره ونجهز له.