محمد عبدالعزيز الصفيان

لا شك أن قنوات التواصل الاجتماعي المنتشرة أتاحت سهولة التواصل مع الآخرين بسرعة وكفاءة عالية، وهي تعتبر النقطة الأكثر إيجابية في هذه الثورة المعلوماتية الكبيرة، التي جعلت من العالم قرية صغيرة للتواصل الإيجابي.

ولكن ما يحدث مؤخرًا من سوء استخدام لبعض مستخدمي التواصل الاجتماعي، وأقصد هنا تحديدا تطبيق «السناب شات»، ومَنْ يطلقون على أنفسهم «مشاهير السوشيال ميديا» قلب كل الموازين وحول الإيجابي إلى سلبي.

ولأكون أكثر دقة وإيضاحا سأتحدث عن تأثر الآخرين في متابعة يوميات بعض مؤثري السناب شات، وهو ما ألقى بظلاله على بعض الذين مع الأسف انساقوا خلف هؤلاء المشاهير في محاولة منهم لتقليدهم في حياتهم اليومية، بل وصل بهم الحال إلى قيام البعض بالذهاب إلى المطاعم الكبيرة ليس بغرض تناول الطعام وإنما لغرض التصوير والاستعراض.. يؤلمني حال بعض المتعففين المتضررين، ويكسرني استهداف تصور المصورين عبر تطبيق السناب شات وإيذاء مشاعر الفقراء وإظهار كل ما يؤلم المنكسر وفاقديها من ذوي الاحتياجات، الذين يرفهون أنفسهم خلف يوميات البشر، وبعض النساء المتزوجات تمارسن ضغوطاتها لسلخ مرتبات زوجها الضعيف، لكي تلاحق سخافات المؤثرين لرحلاتهم اليومية.

كم من الأسر غرقت بنفقات الديون لإرضاء سذاجة هؤلاء، والبعض من رباب الأسر تم إيقافهم وسجنهم وذهبوا خلف كواليس الضياع، وكانت كل هذه الأسباب لعدم مقدرتهم لسداد هذه التعثرات، وكم من عائلة تشتت خلف ضياع المظاهر وتصوراتهم، التي أرهقت قناعة البسطاء.

مؤلم جداً حينما ترى فتاة تطلب من والدها شراء شنطة باهظة الثمن قد تستنزف 30%؜ من موازنة والدها فقط لأجل تقليد هؤلاء المشاهير، الذين ادخلوا الكثير من الشباب والفتيات في صراع مع عائلاتهم فقط لأجل تقليد قلة من الأشخاص يدّعون أنهم مشاهير ويمارسون الاستعراض طوال الوقت مدعين بعضهم للأسف أنهم نشطاء بالإعلام فأي إعلام هذا الذي تدمرون به أسرنا، فارحمونا وارحموا أبناءنا ودعوهم يفكرون في بناء أنفسهم وليس دمارها،

ختاما أوجه رسالة إلى أبنائي وبناتي:

القناعة كنز لا يفنى واتركوا عنكم المشاهير وتقليدهم، فهم مجرد موجة عابرة، وستختفي مع مرور الزمن، ولا يصح إلا الصحيح.