محمد العصيمي

ما زال في أفواهنا طعم اليوم الوطني الحلو، وما زالت (الفيديوهات) التي أُنتجت بمناسبة حلوله تزيده حلاوة وطلاوة وتنوعا، إلى درجة أنه أصبح هناك سباق كبير على الإبداع؛ ليس على مستوى الوزارات والشركات والمؤسسات الكبرى فقط، بل وأيضا على مستوى المؤسسات الصغرى وعلى مستوى الأفراد الذين يجدون في هذا اليوم فرصة ليعبروا عن ولائهم وانتمائهم لبلدهم ويظهروا لنا قدراتهم ومواهبهم. كنا هذا العام في غاية السرور نظرا لكمية الإبداع التي شُحنت في محتوى يومنا الوطني على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى درجة أنني طالبت في تغريدة بأن يُصار إلى استثمار هذه الفيديوهات كصوت مرتفع وحقيقي للمملكة على مستوى العالم.

هناك، كما كنت أقول ويقول غيري، تقصير في إيصال هذا الصوت للدول والشعوب الأخرى. وما دمنا كل عام سوف نتنافس وننتج مثل هذه الفيديوهات التي تنقل صورا مختلفة عن تاريخنا وحضارتنا وحاضرنا وتطورنا وتطلعاتنا فلماذا فعلاً لا يوضع لها إستراتيجية استغلال إعلامي دولي تستهدف الآخرين الذين يصادقوننا أو يعادوننا أو يكونون حائرين في تسجيل مواقفهم لأنهم لا يعرفوننا حق المعرفة. الأموال والجهود التي تُبذل لإنتاج هذه الوسائل الإعلامية البصرية طائلة وكبيرة ولا بد أن يكون العائد منها، على صورة المملكة كدولة وعلينا كشعب، أكثر مما هو حاصل الآن بحكم توجيهها فقط للجمهور في الداخل.

التواصل الحكومي بوزارة الإعلام هو المعني وربما هو المؤهل والأجدر لوضع هذه الإستراتيجية الترويجية الدولية لفيديوهات اليوم الوطني على مستوى العالم وبكل اللغات. وقد يكون بوسعه التنسيق مع مؤسسات الإنتاج الإعلامي التي تنتج هذه الفيديوهات، وهي فيما أعتقد قليلة ومحصورة، لتساعده في وضع إستراتيجية وخطة هذا الاستغلال والترويج لهذه الأعمال الإبداعية السنوية. إذا ما فعلنا ذلك فإنني على يقين بأن ما سنجده بعد سنتين أو ثلاث هو على الأقل بداية لتكسير بعض الصور النمطية عن المملكة وشعبها التي تنقلها وتثبتها وسائل إعلام وأصوات إقليمية وأجنبية لا تخلو من أجندة وتربص.

وربما علمتنا هذه التجربة، بعد حين، ما يمكن أن نبني عليه حضوراً إعلامياً دولياً أكبر وأبلغ أثرا على الآخرين، تشترك فيه كل المكونات الوطنية على مستوى الوزارات والمؤسسات والأفراد المبدعين الذين نكتشف كل عام المزيد والمزيد منهم.

ma_alosaimi @