عمر بن عبدالرحمن الشدي

يحق لنا أن نفخر بوطننا الغالي المملكة العربية السعودية، ليس كسعوديين فقط!، بل كل محب لها يقدر لها وقفاتها وأعمالها لأشقائها العرب والمسلمين وللعالم بأسره؛ فكثيرا ما نسمع أن السياسة تقودها المصالح قبل المحبة والتقدير، وأن دولا تبني علاقاتها على ما عندك وما ستستفيد منك، وهذا ملموس حولنا ولا يحتاج لإيضاحات، حتى أن بعض الدول تتعامل مع مواطنيها بنظام المصلحة والمنفعة.

ولكن ولله الحمد منَّ الله علينا بوطن محب معطاء يقدم للمواطن والمقيم على أرضه الغالي والنفيس بكل محبة، ولقد لمسنا ذلك جليا منذ أطلت علينا جائحة «كورونا»؛ حيث مدت الدولة يدها البيضاء «كما عودتنا دائما» لكل من يقيم على هذه الأرض الطيبة، وشملت حتى من أساء لأنظمتها، فالمحنة والمصاب والمتضرر واحد، ولم تركن شعبها ومن هم في مسؤوليتها تحت طائلة المرض دون علاج، فكانت مستشفياتها ودور العزل المجانية هي الحضن الذي استوعب الجميع دون تفرقة.

كانت تلك عبر توجيهات حثيثة ومتابعة دائمة وسديدة من قبل مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والتي ظهرت على شكل قرارات في صالح المواطن داخل وخارج المملكة والمقيم بداخلها وتحملت تكاليف الجائحة دون تردد.

ولم تقف أيادي المملكة وحكومتها البيضاء عن العالم بتقديم المساعدات عبر برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أو بتقديم الدعم المالي لمنظمة الصحة العالمية والدول المتضررة، كما لم تؤجل أو تؤخر دعمها المستمر لقضايا الأمة العربية والإسلامية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر القضية الفلسطينية وقضية مسلمي ميانمار وغيرهما، كذلك إغاثة المحتاجين في كل أصقاع الأرض، ولا أنسى جهودها الكبيرة في إنجاح مواسم الحج منذ أن قامت هذه الدولة على يد المؤسس -المغفور له- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود غفر الله له، والذي سار على خطاه أبناؤه الملوك من بعده.

تعلمنا من مملكة الجود والكرم أن نعمل بجهد ولا نمن بفعلنا على أحد، تعلمنا أن سياستها المتزنة والهادئة التي ترحب بالسلام وتبغض الجحود والظلم وإيذاء الدول والبشر، تعلمنا أنها تكون في الصف الأول دائماً لمساعدة الغير في حال حاجته، تعلمنا أن نفخر كثيراً بهذا الوطن الذي جعلنا في مصاف الدول الكبرى والمؤثرة عالمياً.

وبهذه المناسبة الغالية أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ولصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان نائب أمير المنطقة الشرقية، حفظهم الله، وللأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم بمناسبة اليوم الوطني الـ 90 للمملكة.

إننا في اليوم الوطني الـ 90 يحق لنا أن نفخر ونعتز بهذا الوطن ليس وحدنا بل مع كل عربي ومسلم وكل من يعيش على كوكب الأرض، بهذا الوطن المحب للجميع، فدمت غاليا سعيداً يا وطني.

رئيس التحرير