د. فيصل العزام

حياة الإنسان هي تفكير وانشغال وتحسين مستوى وتطور وتنمية ذات وهي كلها دوائر في حياتنا.

وكما قال الكاتب الأمريكي ستيفن كوفي إننا نعيش حياتنا ونقف بين دائرتين، وصنف الناس في تفكيرهم إلى صنفين لا ثالث لهما:

الدائرة الأولى وهي دائرة الاهتمام وهي كل شيء تهتم به وليس لك تأثير مباشر أو غير مباشر.

الدائرة الثانية هي دائرة الاهتمام وهى كل شيء تهتم به ولك تأثير وتستطيع اتخاذ القرار.

ومن السلبيات التي نراها اليوم ويقع فيها غالبية الناس في مجتمعاتنا الاهتمام بدائرة الاهتمام ويلاحظ ذلك في مجالسنا عندما نرى الناس في معظم المجالس وما يقارب 90% يسولفون عن الأوضاع التي نعيشها أو عن الأمة والكثير من الأمور التي لا يملكون فيها قرارا، وتشتمل على أشياء لا يستطيع الناس أن يغيروا فيها وليس لهم تأثير وتأخذ من تفكيرهم ووقتهم وانشغالهم في شئون خارجة عن إرادتهم أو تركيزنا على عيوب الآخرين ومراقبة حياة بعضنا البعض وإشباع فضولنا أو فضيحة أو خطأ أو أي تصرف خاطئ يقوم به شخص وإذا سألته هل صليت الفجر اليوم؟ هل زرت والديك أو سلمت عليهم أو عيادة مريض أو هل سألته عن عمله أداه بالشكل الصحيح المناسب.

من واقع الدراسات وجدوا أن غالبية الناس يهتمون بهذه الدائرة وهي دائرة الاهتمام التي لا يملكون فيها قرارا ولا نهتم بالدائرة الثانية وهي دائرة التأثير التي أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال (تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم).

يجب أن نهتم ونوظف كل طاقاتنا بهذه الدائرة لأنها تشتمل على أشياء يستطيع الإنسان أن يغير فيها وله تأثير مباشر في ذلك ويجب أن تشغل هذه الأمور بالهم وتفكيرهم في تطوير مهاراتهم والارتقاء بمستواهم الدراسي وكفاءتهم في العمل للحصول على وظيفة أعلى أو ترقية، وتطوير ذاتهم بالعمل على زيادة الدخل والاهتمام بتربية الأبناء وتحسين الظروف المعيشية والاهتمام بممارسة الهوايات، ومنها ممارسة الرياضة وقضاء وقت أكبر مع أسرته، كل هذا داخل في دائرة التأثير وهنا يمكن أن يختلف الناس بنسب متفاوتة في الاهتمام بالدائرة التي يوظفها في الاستفادة وتعود عليه بالنفع في حياته سواء في ماله أو وقته وكرس جهوده وطاقته، بذلك يكون رجلا فعالا حكيما يوظف كل شيء في الأمور الواقعة في دائرة التأثير. وهذا ليس فقط للأشخاص بل يتعدى إلى الجماعات والجمعيات المؤسسية وحتى الشعوب لتوظيف الوقت والجهد والموارد المالية في دائرة التأثير ولا تضيع ذلك في دائرة الاهتمام وإضاعة الوقت والجهد وبدوره يستنزف قدرتنا العقلية والنفسية والسلوكية، ننصح بالاهتمام بما نملك وفي نطاق سيطرتنا وكما قيل من جد وجد ومن زرع حصد.

Abuazzam888@live.com