حسام أبو العلا - القاهرة

الصراع على المناصب يشعل خلافا في «الوفاق»

دخلت الأزمة الليبية في نفق جديد إثر التغيّرات المتوقعة في العاصمة طرابلس، والتي تشير إلى احتمال تولي وزير الداخلية فتحي باشاغا منصب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، بعد إعلان رئيس المجلس الحالي فايز السراج، مساء الأربعاء، رسميًا عزمه على تسليم السلطة بنهاية شهر أكتوبر المقبل حتى تتمكن لجنة الحوار من استكمال الإجراءات.

وقال السراج في كلمة توجّه بها إلى الشعب الليبي إن حكومة الوفاق لم تكن تعمل في ظروف طبيعية منذ تشكيلها، إنما كانت تتعرّض للمكائد داخليًا وخارجيًا، كما أن هناك أطرافًا تعمل على عرقلتها.

خسارة تركيا

ويرى موقع «المونيتور» المتخصص في التحليلات السياسية أن استقالة السراج حال حدوثها ستمثل خسارة كبيرة لتركيا، وستقضي على المكاسب التي حققتها في الفترة الأخيرة.

ووقّع السراج اتفاقية مثيرة للجدل مع الرئيس التركي أردوغان في نوفمبر 2019، ترسم حدودًا بحرية مشتركة بين ليبيا وتركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط في منطقة تتبع لليونان، واستخدمت أنقرة الاتفاق ذريعة لإجراء أنشطة التنقيب عن الغاز في المياه المتنازع عليها ما زاد التوترات بين أنقرة وأثينا، والعديد من عواصم الدول الأوروبية في الأشهر الأخيرة.

وقال الباحث السياسي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية طارق المجريسي لرويترز: هذه هي فعليًا ضربة البداية لجولة جديدة من المناورات لما سيأتي بعد ذلك. وأضاف: ستترك في النهاية حكومة الوفاق ككيان وغرب ليبيا متدهورًا قليلًا.

وفي طرابلس، أجّجت الاحتجاجات التوتر بين السراج ووزير الداخلية القوي فتحي باشاغا، الذي أوقفه عن العمل لفترة وجيزة الشهر الماضي قبل إعادته لمنصبه.

وقد يؤدي رحيل السراج إلى خلافات داخلية جديدة بين كبار المسؤولين في حكومة الوفاق، وبين المجموعات المسلحة من طرابلس ومدينة مصراتة الساحلية التي ينتمي إليها باشاغا.

قضية الميليشيات

وقال الباحث في معهد كلينجندايل جلال حرشاوي: قضية الميليشيات ستكون أكثر وضوحًا.

وأضاف نائب رئيس المجلس الأعلى للقبائل الليبية السنوسي الحليق: استقالة رئيس حكومة الوفاق غير المعتمدة فايز السراج مجرد مناورة سياسية من تنظيم الإخوان الإرهابي؛ بهدف دعم مخرجات الحوار الدولي الذي سيكون لصالحهم. وشدد على أن حكومة السراج منذ بداية توليها المسؤولية كانت فاشلة بكل المقايس واستمر فشلها إلى اليوم. لافتًا إلى اعتمادها على المتطرفين والميليشيات وفسادها وسرقتها أموال الليبيين واستقدام المحتل التركي.

ويرأس السراج حكومة الوفاق منذ تشكيلها في طرابلس عام 2015 إثر اتفاق سياسي توسطت فيه الأمم المتحدة بهدف توحيد ليبيا وإشاعة الاستقرار بها بعد الفوضى التي اجتاحتها عقب الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.

واعتبر سفير ألمانيا لدى ليبيا أوليفر أوفتشا أن مقترحات المحادثات الليبية في مونترو السويسرية وقادتها الأمم المتحدة ضمن مسار برلين، تقدم سبيلًا شاملًا لتلك المعضلة أو طرق الخروج منها.

كما ثمّن قرار السراج حول رغبته في تسليم مهامه لسلطة تنفيذية قادمة في موعد أقصاه نهاية أكتوبر، معتبرًا أنه «يستحق الاحترام».

فيما تمكّنت السلطات المصرية من تحرير عددٍ من المواطنين المصريين كانوا محتجزين في ليبيا.