صالح شيحة

لا أحد يتوقف -طوال حياته- عن التعلم، فجميعُنا، نظل نتعلم حتى الممات.

ولكن يا حسرتنا، إن لم نستطع أن نتعلم ما ينفعنا، وأن لا نتعلم ما يضرنا.

فنحن نخرج من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئاً، فنتعلم عن طريق السمع والبصر والقلب.

وحيث إن التعلم يُغير فى سلوك وخبرة المتعلم، فإما يكتسب أو يتخلى أو يُعدل سلوكا أو خبرة ما. أو بطريقة أوضح وأسهل: ما تتعلمه سيكون سبباً إما فى دخولك الجنة أو دخولك النار.

لذا وجب أن نُلفت انتباهك سيدى القارئ، أننا نتعلم عن طريق القراءة الكثير من الخبرات، والتى تُعدل فى أسلوب حياتنا، وتتدخل فى اتخاذ قراراتنا، أن ليس كل ما نقرؤه فى الكتب ونتعلمه مفيد، فهناك علوم تنفع، وعلوم تضر.

وما يُؤكد ما أقوله أن الحبيب المصطفى كان يقول بعد الانتهاء من صلاة الفجر: اللهم إنى أسالك علماً نافعاً... وكان يتعوذ أيضاً قائلاً: وأعوذ بك من علم لا ينفع.

وجميعنا يعرف الحديث الشريف: (إذا مات بن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث:...أو علم يُنتفع به).

ولنتذكر سوياً قصة الغلام الذى بعثه الملك إلى الساحر ليتعلم منه السحر، فإذ به يقابل الراهب.

ولنعلم أن كلاً من الساحر والراهب علماء ولديهم علم. ولكن علم الراهب ينفع، وعلم الساحر يضر. مصداقاً لقوله تعالى عن تعلم السحر «ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم» وكما أوضحت هذه الآية الكريمة أن الملكين هاروت وماروت حينما يُعلمان الناس السحر يقومان بإبلاغ هؤلاء المتعلمين - الذين اختاروا ولم يُخدعوا - كما قال الله سبحانه وتعالى: «إنما نحن فتنة فلا تكفر».

وبفضل من الله، استطاع الغلام معرفة العلم النافع من العلم الضار، حينما قتل الدابة التى تحبس الناس بعد دعائه: «اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة».

أما أنت فلن يقول لك الكاتب أن ما تقرؤه يضرك أو ينفعك.

إذن فلنتأس بالحبيب المصطفى، ونتعوذ معا من العلم الذي لا ينفع.

@salehsheha1