د. محمود عبدالواحد الخميس

من بطن الأزمات يولد الإبداع، فكيف بالمبدع المتميز في طور الأزمة بعد حدوثها ففي جائحة (فيروس كورونا 19 المتجدد) أصبح كل فرد منا بل جميع الأسر في مجتمعنا بل العالم بأسره ينتظر البيان الرسمي من «متحدث الصحة»، بل أصبحت طلته من ضمن أوقاتنا المجدولة يوميا للاطلاع على آخر الإحصائيات والمستجدات والتوصيات المجتمعية الصحية.

البارع الدكتور محمد بن خالد العبدالعالي اتصف بكل احتراف وتميز في إعلانه البيان الرسمي للمؤتمر الصحفي حيث تمكن بأسلوبه بسرعة البديهة واللباقة في الطرح والهدوء في الحوار مع الصحفيين والمراسلين بالقنوات الفضائية. وجدنا نعم حماس الخطيب وتعاطفه مع الحدث بكل جدية وحسم في التوجيهات التي يطرحها التي يعمل على إقناع المستمعين بها. بل لقي قبولا كبيرا في قلوب متابعيه بكل حب، لأسلوبه الرائع في إيصال المعلومة وحرصه الشديد لتسهيل فهمها وعدم إثارة الهلع غير المقبول لكي لا يسبب ذعرا أو يساء فهمها. وهنا تتضح لنا أهمية الإعلامي المتخصص.

بل تملك د. العبدالعالي الشخصية الإعلامية المثالية على نقطة توازن ملائمة في مسألة السرعة والبطء في كلامه، فالسرعة الزائدة عن الحد تجعل الناس لا يستوعبون الرسالة التي يريد المتحدث إيصالها إليهم، والبطء يجعلهم يملون ويشردون بأذهانهم، ومن المفيد أن نتذكر أن المرء إذا تحدث ببطء شديد ترك انطباعا لدى السامعين بأنه منهك وضعيف وهم يفضلون الشخص الطليق المتدفق في كلامه ما لم يؤد ذلك إلى عجزهم عن متابعته واستيعاب ما يقول، وكلما كان الكلام دقيقا وعميقا احتاج إلى نوع من البطء لتقبله وفهمه. وهذا يدل على التحضير والإعداد الجيد لهذا المتحدث.

إن ملخص ثماني عشرة جهة حكومية لمكافحة مرض (كورونا) مع جهود جنود الصحة على مدار الساعة يختصره المتحدث من خلال طرحه لنتائج المصابين والمتعافين والمتوفين.

وإننا ننتظر بإذن الله على لسانك أن نسمع نتيجة الإحصائية (صفر). لأن هذا (الصفر الغالي) سيكون أغلى ما نسمع لأن هذا الصفر هو سيل تسلسل لنجاحات، فليس كل صفر معناه هزيمة بل هنا معناه هو الفوز المحقق، حفظ الله البلاد والعباد.

vetmahmoud@hotmail.com