ناصر صالح الشهري

نعم إنني أتحدث عنك، سأخبرك بأشياء رُبما فكرت فيها ولكنك لم تتوقف عندها ولو للحظة، لحظات كانت حاسمة ولكنك لم تستثمر بها لتتغير وتُغير.

ما رأيك عندما أقول لك من أنت، وهل لديك القدرة على تفسير حالتك المزاجية كل يوم.

سألني أحدهم ذات مرة كيف لي أن أعرفك وأعرف كل ما تمّر به من أمور ولكنني أراك دائماً مبتسما!، فاختصرت عليه الحديث بقولي وهل لمنحولي شأنٌ بهمومي وهم يستحقون مني ابتسامة وكلمة طيبة، ثم تجاوزت في الحديث معه حتى قلت له كذلك: وهل هُناك من لا يحمل هماً وتفكيراً عميقاً لحاضره ومستقبله، وسألته بهدوء: من تُصاحب، من تقرأ له، من تتابع في وسائل التواصل الاجتماعي، وماذا تُشاهد؟ فاندهش وأجاب أكُلُّ هذا يؤثر؟.

في كتاب قوة الآن للكاتب «إيكهارت تولي» تحدث كثيراً عن تأثّرنا بالعقل الذي يسكُن في رأس كل واحد منّا وهذا ليس بجديد، ولكن كيف لهذا العقل العجيب أن يتحكم بنا. يقول الكاتب: «ستبدأ بإدراك أن هُناك قوة عُظمى أعلى، وتبدأ بتكبير مساحة السلام الداخلي لتتعرف على الجمال، الحُب، الإبداع، الاستمتاع»، وباختصار متى تركت عقلك يستخدمك بدلاً من أن تستخدمه فإنه سيتحول لأداة تدمير للإنسان، وهذه الجملة تحدث بها الأستاذ أنس بن حسين في بودكاست ( ساندوتش ورقي).

في النهاية ما تتابعه اليوم عبر وسائل الإعلام من أخبار مُنغّصة لا تملك فيها قُدرة التغيير ولا الدعم سوى بالدعاء فعليك أن تتركه، كذلك تلك الكلمات المُؤذية للروح التي نقرؤها، رغم أننا نستطيع تجاهلها بحذف من يكتبها باستمرار، وتفعيل خاصية (الصمت) لها، لنعيش يوماً مليئاً بالأخبار السعيدة ومتابعة من ينشر النصيحة والأمل والعلوم والمعرفة دائماً، لتساعد عقلك على ترسيخ مفهوم من أنت، وكيف تصنع هويتك وتحدد مزاجك.

--