محمد الخباز - الدمام

خطف الأضواء في نهاية الموسم الاستثنائي

كان مؤشر «سكري القصيم» يتأرجح ما بين البقاء في دوري المحترفين وبين الهبوط إلى دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الأولى للمحترفين، حتى قرر ماركو ألفيس الاستعانة بأصالة «الخلاص الحساوي» في الدقيقة الـ 75، مبتدئا رحلة تحول تاريخي لإنقاذ سهم التعاون من خسائر تاريخية قد يصعب الخروج منها على المدى القريب.

أعطى الخلاص التعاون الكثير من الطاقة، فبدأ يستعيد نشاطه ورونقه شيئا فشيئا، حتى نجح في إعلان خروج السكري من دائرة الخطر بمنحه علامة النصر في الدقيقة الـ 92، ليعلن عن استمرار قصة السكري لموسم آخر في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.

الصعباوي رجل الحسم

ولأنه «الصعباوي»، فإن الحسم كان ولا يزال لعبته المفضلة، وهو ما أثبته مرارا وعاد لإثباته من خلال هدف بث الحياة من جديد في أروقة «سكري القصيم».

محمد السهلاوي، المهاجم الهداف، لا يجيد أبدا لعب الأدوار الثانوية، ومن أجل ذلك فضل أن ينهي علاقته مبكرا مع «الليوث» بعدما خاض رفقتهم 7 لقاءات فقط، لم يكمل دقائق أي منها، ليوقع مع التعاون عقدا يمتد لـ 6 أشهر في فترة الانتقالات الشتوية، وهي الصفقة التي قابلها الكثيرون من عشاق «سكري القصيم» بالامتعاض، لكنهم لم يتصوروا بأن يكون مَنْ اعترضوا على التعاقد معه صاحب أحد أهم أهداف النادي على مر التاريخ، مؤكدا أن قرار تجديد إدارة السكري معه لمدة موسمين عقب الأداء المميز، الذي قدمه في دوري أبطال آسيا كان قرارا حكيما لأن الذهب لا يمكن له أن يصدأ.

تحدي الصعوبات

وبالحديث عن مشوار السهلاوي الكروي، فإن كل الدلائل تشير إلى أنه نجم يتألق وسط الصعوبات، فهو لم يجد في يوم دربا مفروشا بالورود نحو النجومية، فكان يتوجب عليه العمل المستمر والجاد من أجل الوصول لمرحلة الحصاد.

البداية كانت في العام 2003م حينما لفت أنظار القادسية بتألقه في دورة «كاركيز» لفرق حواري الأحساء، ليسارع بضمه مقابل 70 ألف ريال وسيارة، بادئا مسيرة نجومية عانت من تلاطم الأمواج، خصوصا عقب هبوط القادسية لدوري الدرجة الأولى ورحيل عدد من أبرز نجومه، حيث شارك معارا مع الفتح في 5 لقاءات بدوري الدرجة الأولى، ليعود للقادسية رافضا كل العروض والمغريات وضاربا مثلا بارزا في الوفاء بتوقيعه عقدا يمتد لـ 3 أعوام مع أبناء الخبر.

ويبدو أن ثقته بنفسه بدأت في التزايد، فظهرت إمكاناته الكبيرة وقدراته التهديفية العالية، تلك التي لفتت أنظار أندية المقدمة في دوري المحترفين، لتدخل في مفاوضات جادة من أجل خطف موهبة قد تساهم في صناعة التاريخ.

النصر كان أكثر الأندية تصميما على خطف السهلاوي، فنجح في ذلك بالعام 2009م، حينما وقّع معه في صفقة تاريخية بلغ قوامها 32 مليون ريال سعودي، ليبدأ في كتابة تاريخ خط بأحرف الذهب، عقب أن قاد النصر إلى منصات التتويج من جديد، وحقق رفقتهم لقب دوري المحترفين في 3 أعوام مختلفة، كان آخرها خلال الموسم الرياضي (2018/‏2019)م، إضافة لكأس ولي العهد، الذي تحقق في العام 2014م بموسم الثنائية التاريخية، مسجلا خلال مشواره، الذي امتد لـ 10 أعوام مع العالمي 121 هدفا، كان نصيب دوري المحترفين منها 102 هدف.

أبرز المهاجمين

أما على مستوى الأخضر، فإن محمد السهلاوي يعتبر واحدا من أبرز المهاجمين على مدار تاريخ المنتخب السعودي لكرة القدم، فقد كان تواجده يبث الاطمئنان في صفوف الصقور الخضر، وهو ما انعكس على سجله التهديفي، الذي بلغ 28 هدفا، كان العام 2015م الأغزر تهديفيا فيه، حينما توج فيه بلقب هداف العالم حسب إحصائيات الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وفي زمن التحديات، عاد السهلاوي لكتابة التاريخ، مؤكدا أنه العاشق الأول للتحديات، وكلما اعتقد البعض أن مشواره قارب على النهاية، أكد أن مخزون الموهبة لا يمكن أن ينضب، بل يترجم إلى أهداف كهدف بقاء التعاون في مرمى الفيحاء، الذي خطف الأضواء من كافة الأحداث في نهاية الموسم الرياضي الطويل والصعب، الذي سيبقى في ذاكرة رياضيي المملكة لسنوات طويلة جدا، بعدما شارف على التوقف بشكل نهائي في ظل تفشي جائحة كورونا، لولا التدابير الكبيرة والحكمة اللامتناهية، التي تعاملت بها القيادة الرشيدة مع هذه الفترة الاستثنائية، والتي سمحت لـ «الصعباوي» بتجاوز إصابته، والعودة لوضع بصمته في لحظة الختام.