د. بندر عبدالعزيز المنقور

لا شكَّ أنّ تحفيز الذات من أهم الأشياء التي تزيد من إنتاجنا، وتدفعنا إلى التميز عن غيرنا؛ ولكن قلّما نجد أشخاصًا قادرين على تحفيز أنفسهم بشكل مستمر أثناء أداء مهامهم أو خلال مسيرتهم المهنية؛ مما قد ينعكس بصورة سلبية على أدائهم، ويصيبهم بالفتور، ويعوقهم عن تحقيق الهدف المنشود. أتفق مع القائلين بأن التحفيز شيء شخصي؛ فالذي يحفزك ليس بالضرورة أن يحفز غيرك؛ ولكن هناك عدة إستراتيجيات قد تساعدك في تحفيز نفسك؛ وهنا قد يتساءل البعض: كيف يمكننا رفع مستوى تحفيز الذات؟.

أولًا: يجب أن تحدد لنفسك أهدافًا جوهرية واضحة، ويجب أن تكون هذه الأهداف محفِّزةً للدافع الداخلي لديك أكثر من الدافع الخارجي. يشتكي البعض من أنهم لا يعملون في الوظائف التي يحبونها، ولا يقومون بالمهام التي تثير شغفهم، هنا أنصح بالتركيز بعمق على الجوانب الممتعة بالنسبة لك أثناء وبعد إنجاز المهمة والتي قد تمنحك الفرصة لإبراز مهاراتك أمام قادتك، أو بناء علاقات مهمة داخل القسم، أو البحث عن العمل الذي يمكِّنك من الحصول على مكافأة.

ثانيًا: كافِئ نفسك مقابل ما تحققه، فالمعنويات المرتفعة في بيئة العمل من العوامل الأساسية للنجاح؛ مكافأة النفس عامل خارجي مهم يسهم في تحفيزك على المدى القصير، مثلًا: يمكنك السفر إلى مكان تحبه بعد تنفيذ هدف من أهدافك الرئيسية.

ثالثًا: من الأفضل أن تقسم هدفك الكبير إلى أهداف فرعية صغيرة حتى لا تتراجع دافعيتك أو ينخفض حماسك، أنصح بأن تركز على ما حققته حتى منتصف المهمة، ثم تنتقل نحو ما تبقَّى من العمل حتى تزيد دافعيتك. مع الأسف، كثير من الناس يتراجع شغفهم ودافعهم ويصيبهم الفتور في منتصف عملهم؛ لذلك يجب تقسيم الأهداف الرئيسية إلى أهداف فرعية.

رابعًا: حاول أن تستفيد من خبرات الآخرين: تحَّدْث إليهم لتعرفَ كيف حققوا إنجازاتهم، واطلب النصح منهم، من جانب آخر، أدعوك لتقديم النصائح لمن يحتاجون مساعدتك، وليس فقط طلبها ممن يمكنهم مساعدتك؛ لأنّ مساعدة الآخرين تعزز ثقتك بنفسك وتزيد من دافعيتك.

بالتأكيد هناك أمور أخرى مهمة لتحفيز الذات؛ وإذا كنا نتفق جميعًا على أن تحفيز الذات من أصعب المهارات التي يمكننا تعلمها، فلا شكَّ في أنه من الأمور الأساسية لتحقيق النجاح.

balmangour@gmail.com