كلمة اليوم

الجهود الإنسانية للمملكة العربية السعودية ويد العون والإغاثة التي تمدها لكل منكوب في القريب والبعيد تعد نهجا راسخا في ثوابت الدولة وإستراتيجياتها منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-.

واليوم تنعكس هذه الثوابت فيما يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من جهود كونه الجهة الوحيدة التي تتولى تسلم أي تبرعات إغاثية أو خيرية أو إنسانية سواء كان مصدرها حكوميا أو أهليا لإيصالها إلى محتاجيها ومستحقيها في الخارج وفق أعلى المعايير المهنية والشفافية المالية المتبعة محليا ودوليا، في 49 دولة في مختلف قطاعات العمل الإنساني، ولعل ما رصد ضمن مشروع إغاثة المتضررين من السيول والفيضانات في جمهورية السودان الشقيقة، وقيام مركز الملك سلمان للإغاثة بتوزيع المواد الإيوائية والتي تشتمل على الخيام والبطانيات والمفارش والحقائب الإيوائية للمتضررين من السيول في ولاية سنار السودانية، وكذلك ما يتم في سبيل إغاثة الأشقاء في اليمن من أدوار مستديمة ومساعدات متواصلة كالتي عبرت منفذ الوديعة الحدودي مكونة من 6 شاحنات إغاثية خلال الفترة من 30 أغسطس إلى 9 سبتمبر 2020م، تحمل على متنها 144 طنا من المواد الغذائية بواقع 18000 كرتون تمور، تستهدف محافظتي مأرب والبيضاء.

فهذه الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة من خلال المركز لجميع المحافظات اليمنية دون تمييز بما فيها المحافظات التي ترزح تحت وطأة الحوثيين، وما رصده العالم من الجسور الإغاثية والمبادرات السباقة التي قدمتها المملكة متمثلة في المركز للأشقاء في لبنان على خلفية الكارثة الأخيرة في انفجار مرفأ بيروت والآثار والخسائر على المستويين البشري والمادي، وكيف كان لهذه المساعي دورها في التخفيف من وطأة ذلك المصاب وتدارك تبعاته كما هو الحال في اليمن والسودان وإن تنوعت التفاصيل لكن المبدأ ثابت، فالمساعدات الإغاثية والمتواصلة في السودان اليوم وقبلها اليمن ولبنان تأتي جميعها كدلالات أخرى على أن المملكة ماضية في مبادئها وثوابتها وسياساتها التي تحرص على مد يد العون، وتعنى بالإنسان أولا مهما كان الزمان والمكان.