ذي هيل

حذرت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية من أن قيام موسكو بالعدوان على بيلاروسيا وتسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني سيكون باهظ الثمن بالنسبة للكرملين.

وبحسب مقال لـ «أندرس أسلوند»، وهو زميل بارز في أتلانتك كاونسل، أعلنت السلطات الألمانية أن زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني تسمم بغاز الأعصاب نوفيتشوك، وهي نفس المادة التي استخدمها عملاء المخابرات الروسية ضد المنشق عن المخابرات الروسية سيرجي سكريبال ببريطانيا في مارس 2018.

وتابع يقول: في ذلك الوقت، ردت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على إصدار الديون السيادية لروسيا، وفقًا لقانون القضاء على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية لعام 1991. وعلى إثر ذلك، انخفضت قيمة الروبل الروسي بنسبة 2.5%.

وأردف بقوله: قبيل إعلان السلطات الألمانية، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم الدكتاتور البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو وتزويده بقوات «إنفاذ القانون» التي قد يحتاجها. وبعد فترة وجيزة، وعد بوتين أيضًا بمليار دولار من الدعم المالي الإضافي لبيلاروسيا.

وتابع: تسميم نافالني ودعم لوكاشينكو سيكونان سببًا للنظر في عقوبات جديدة.

وبحسب الكاتب، فإن الدول الغربية الوحيدة المعنية حقًا ببيلاروسيا هي ليتوانيا وبولندا ولاتفيا وأستونيا. عاقبت دول البلطيق الثلاث 30 شخصًا من بيلاروسيا، بما في ذلك الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، ومن المرجح أن يتبعها الاتحاد الأوروبي، ولكن ببطء شديد.

وأضاف: فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 16 بيلاروسيا و7 شركات منذ عام 2006 لكنها لم تفعل شيئًا إضافيًا.

وأشار إلى أن لوكاشينكو وبوتين منعا بسهولة أي دور وساطة غربي ويتعاملان مع الأمر على أنه قضية ثنائية بحتة.

وأردف: الاحتجاجات الشعبية الحاشدة في بيلاروسيا مثيرة للإعجاب. فقد ركّزت بحكمة على 3 مطالب فقط هي ضرورة رحيل لوكاشينكو، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وإطلاق سراح السجناء السياسيين.

وتابع: كان مئات الآلاف من المتظاهرين منظمين ومسالمين تمامًا، ولكن كان هذا هو الحال أيضًا في هونغ كونغ، ولم يحصلوا على شيء.

وحذر الكاتب من تورط موسكو بإرسال قوات مكافحة شغب إلى بيلاروسيا حال خروج الأمور عن السيطرة، مشيرًا إلى أن ذلك قد يحوّل بيلاروسيا، الدولة الأكثر صداقة لروسيا، إلى دولة عدائية كما فعلت أوكرانيا عندما دعا الرئيس فيكتور يانوكوفيتش إلى غزو روسي في عام 2014.

ومضى يقول: حتى لو لم تتدخل روسيا عسكريًا، فقد تنفّر البيلاروسيين. وتهيمن على اقتصاد بيلاروسيا مؤسسات كبيرة من الطراز السوفيتي، والتي تحتاج إلى الخصخصة وإعادة الهيكلة، وهو أمر تعرف النخبة الروسية التعامل معه.

وأضاف: باحتياطياتها الهائلة من العملات الدولية التي تبلغ قرابة 600 مليار دولار، يمكن لروسيا بسهولة تحمّل نفقات إنقاذ بيلاروسيا، لكن موسكو ستصر على استغلال قوة المال.

وتابع: في عام 2011، عندما كانت بيلاروسيا تمر بأزمة مالية خطيرة، وزعت الحكومة الروسية العديد من الشركات البيلاروسية الكبرى على الشركات الروسية، لكن لوكاشينكو استعادها.

وأردف: هذه المرة، من المرجح أن تقوم النخبة الروسية بإبعاد العمال البيلاروسيين، الذين لن يأخذوا الأمر على محمل الجد، الكرملين ليس متخصصًا في القوة الناعمة.

وبحسب الكاتب، قد لا يتفاعل الغرب بحدة مع الأحداث الأخيرة، لكن التأثير المشترك للعدوان الروسي على بيلاروسيا، وتسميم نافالني سيكون كبيرًا ودائمًا على موسكو.

وأوضح أن أول هذه التأثيرات سيكون إنهاء أي مناقشة غربية بشأن تخفيف العقوبات على روسيا بسبب أعمالها العسكرية في شرق أوكرانيا.