علي بطيح العمري يكتب:

«الربيع بن سليمان» من تلاميذ الإمام الشافعي كان بطيء الفهم، كرر عليه الشافعي مسألة واحدة 40 مرة فلم يفهمها، وقام من المجلس حياء.. دعاه الشافعي في خلوة وكرر عليه المسألة حتى فهمها.. وقال: يا ربيع لو استطعت أن أطعمك العلم لأطعمتك إياه!

إن كان من دروس في هذا الموقف فهي..

* الصبر على التعلم شرط ليصل الطالب إلى مستوى رفيع، ويترقى في سلالم المعرفة.. عندما تقرأ في حياة المخترعين تتعجب من مدى صبرهم، فالواحد يكرر المحاولة مرات ومرات ليصل إلى ما يريد، وهذا طيب الذكر «أديسون» مخترع المصباح الكهربائي الذي جرب عشرات المرات وفي كل مرة يفشل لكن بالإصرار والصبر وصل في النهاية.

* الحلم للمربين من مدرسين وآباء من ضرورات التعليم، وكلما كان المرء غليظا وفظا لا طاقة له بتحمل أخطاء الآخرين فسينفض من حوله الناس.. فالحلم على أخطاء المتعلمين سيحملهم على قبول المرء وإن لم يقبلوا ما عنده.

* تعجبت من مقولة الشافعي لما قال للربيع: لو استطعت أن أطعمك العلم لأطعمتك.. حرصنا وحبنا للأبناء والطلاب يحملنا على أن نتمنى لهم الأفضل والأجمل لكن أحيانا ما باليد حيلة، هناك أشياء كالظروف والواقع... لا تساعدنا على صناعة أمانينا فالتمني شيء، والواقع شيء آخر، فما كل ما يتمناه المرء يدركه.

* اختلاف الفروقات الفردية بين الطلاب ظاهرة مشاهدة.. كل إنسان له توجه ومجال، ومن الصعب أن تجعل المتعلمين سواسية، هناك طالب يميل للمواد العلمية وآخر للمواد النظرية، وثالث للجانب الرياضي ورابع للفني.. في المدارس استغرب مواقف بعض الآباء الذين يتشددون في أن يحقق أولادهم مستويات عالية تفوق طاقتهم وقدراتهم.

* الطالب المهمل والكسلان هو عقبة كأداء في التعليم، يريد النجاح بأقصر الطرق، يبغي النجاح دون عمل أو حتى بذل جهد يذكر.. هؤلاء لا يحتاجون إلى تشجيع فقط.. يحتاجون إلى نظام يسوقهم إلى الاجتهاد سوقا، فالتعليم إما بالرغبة أو بالرهبة.

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

العلم يعيد ترتيب أفكارك.. وادعاء المعرفة خطيئة!

alomary2008 @