اليوم - الدمام

أكد أستاذ اللسانيات الثقافية بجامعة الطائف د. خالد الغامدي أن قرار إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية قرار تاريخي من كل أوجهه واتجاهاته لمرحلة تحتاج فيها اللغة العربية إلى دعم حقيقي وعناية فائقة أكثر من ذي قبل، مضيفا أنه من المهم أن يكون للغة العربية في بلادنا مجمع خاص يعنى بشؤونها، ومن الجيد أن ينشأ في هذه المرحلة.

وقال إن المؤمل أن ينهض هذا المجمع اللغوي بما يجب تجاه لغتنا وثقافتنا، وأن يؤدي الرسالة التي يجب علينا جميعا أن نبلغها للعالم، فلغة الضاد ليست مجرد كلمات توزن وعبارات تصحح، بل هي، قبل كل اعتبار لغوي صرف، فكر وسلوك، وثقافة وحضارة، ومنهج ومنطق، ونظام وعرف، وفهم وذوق.

وأردف: إن كان وعينا اللغوي على مستوى ما ينبغي، استطعنا توصيل الرسالة الحقيقية للغة العربية، وإن كان وعينا لا يتجاوز «قل ولا تقل» و«عرب وترجم» ولا شيء وراء هذا، فستظل رسالتنا حبيسة ذواتنا، وخير لنا حينئذ أن ندع الخزن اللغوي الحضاري الكامن يعمل تلقائيا ولو بطيئا، فلعله يحقق وظيفة تبليغ رسالة اللغة.

وأعرب عن تفاؤله بأن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، بكل ما فيه من خطط وبرامج وعقول على أعلى درجات الوعي اللغوي، سيكون مظلة جامعة للغة العربية على مستوى العالم، وهو حقيق بذلك إن شاء الله.

وتحدث د. الغامدي عما جرت عليه العادة حين الإشارة لدور الدول في خدمة ثقافتها ولغتها بالنظر إلى المؤسسات ونشاطاتها الظاهرة، وعدم النظر إلى القوى الخفية للمجتمع، وقال: إن طبيعة تركيب مجتمعنا جعلته يشكل تلقائيا «حالة خزن حضاري» يمكن توليد الثقافة منه على كيفيات وكميات مختلفة، على حسب الحاجة.

ورأى أن هذه القوة الحضارية أعظم أثرا في خدمة العربية، لسانا وثقافة، وداعمة لكل الجهود المؤسسية الرائعة بلا شك، سواء تمثلت في مؤسسات رسمية تعنى بتعليم العربية وثقافتها للأجيال كالمدارس والمعاهد والجامعات، أو في مؤسسات في حجم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية.

وأشار إلى أن أثر العربية الكبير لغة وثقافة في العصور الماضية واضح وجلي بحسب شهادات المستشرقين المنصفين، مثل غوستاف لوبون في كتابه «حضارة العرب»، وبيير جيرو في كتابه «الكلمات الأجنبية» وزيجريد هونكه في كتابها «شمس الله تسطع على الغرب»، مستشهدا بالكثير من الكلمات العربية التي دخلت الفرنسية.