علي العيسى - الرياض

حاولوا استهداف المسجد النبوي بـ«حزام ناسف» ونحروا أحد عناصرهم

أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، أمس، حكما ابتدائيا بالقتل قصاصا، لـ3 إرهابيين، والسجن لـ 6 آخرين، في قضية «خلية الحرازات» بجدة.

وثبت لدى المحكمة إدانة 9 من المتهمين، وقضت بقتل أعضاء الخلية من الأول للثالث قصاصا، والسجن لمدة 25 سنة للرابع، و13 سنة للخامس، و5 سنوات للسادس، و25 سنة للسابع، و16 سنة للثامن «من جنسية عربية»، والإبعاد عن البلاد، بينما قضت بـ 15 سنة للتاسع.

وثبتت علاقة الخلية، التي تضم سعوديين ومقيمين، بالعمل الإرهابي الآثم الذي استهدف المصلين في المسجد النبوي الشريف بتاريخ 29/‏9/‏1437هـ؛ وذلك بتأمين الحزام الناسف المستخدم في هذه الجريمة النكراء وتسليمه للانتحاري، الذي فجّر نفسه عندما اعترضه رجال الأمن وحالوا دون تمكنه من دخول المسجد؛ مما نتج عنه مقتله، واستشهاد أربعة من رجال الأمن، وإصابة خمسة آخرين.

كما ثبت تورطهم في العمل الإرهابي الذي وقع في باحة مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه بمحافظة جدة بتاريخ 28/‏9/‏1437هـ، من خلال تأمين الحزام الناسف للانتحاري الذي فجّر نفسه بعد اشتباه رجال الأمن في وضعه وتحركاته المريبة، ومبادرتهم باعتراضه للتحقق من وضعه، ونتج عنه مقتله.

كما كشفت نتائج التحقيقات والفحوص الفنية ورفع الآثار من مواقع هذه الخلية في حي الحرازات، عن إقدامهم على قتل أحد عناصرهم لشكهم في أنه ينوي تسليم نفسه للجهات الأمنية، ولخشيتهم من افتضاح أمرهم تمالؤوا على قتله وأخذوا الموافقة على ذلك من قيادة التنظيم بالخارج، التي أمرتهم بتنفيذ العملية وقتله بواسطة تسديد رصاصة على مقدمة الرأس من سلاح ناري مزود بكاتم صوت؛ حيث مهّدوا لجريمتهم بافتعال خلاف معه داخل سكنهم بمنزل شعبي بحي الحرازات، قبل أن يفاجئوه بالانقضاض عليه وتقييد حركته بشكل كامل وقتله نحرًا بقطع رقبته دون اكتراث منهم لتوسلاته ورجاءاته.

وبعد ارتكابهم لجريمتهم أبقوا الجثة مكانها بنفس المنزل في وضع يعجز العقل السوي عن استيعابه، لما انطوى عليه من وحشية تقشعر منها الأبدان وتجرد كامل من معاني الإنسانية، إلى أن بدأت الروائح تنبعث من الجثة لتعفنها فعملوا على التخلص منها بلفها في سجادة ونقلها إلى استراحة الحرازات، وإلقائها في حفرة بإحدى زواياها بعمق متر تقريبًا وردمها بعد ذلك ظنًا منهم أن الله لن يفضحهم، ويقيض رجال الأمن لاكتشاف جريمتهم والعثور على الجثة واستخراجها من الحفرة الملقاة فيها؛

حيث ثبت من نتائج فحوص الأنماط الوراثية أنها تعود لأحد المطلوبين أمنيًّا والذي يُعد خبيرًا في تصنيع الأحزمة الناسفة ويعتمد التنظيم كثيرًا على خبرته في هذا المجال.

وأكدت الداخلية حينها أنه من خلال متابعة المعلومات المتوافرة عن هذه الخلية والمرتبطين بها، ظهرت دلالات تشير إلى ارتباط شخصين بأنشطتها الإرهابية، واستئجارهما استراحة ومنزلًا بحي المحاميد بمدينة جدة، كمأوى لعناصر الخلية ومعملًا لتصنيع الأحزمة الناسفة والمواد المتفجرة قبل انتقالهم إلى مواقعهم الأخرى بحي الحرازات.