شهد بالحداد - الدمام

يعرض روائع صناعة السينما المتنافسة على جوائز المهرجان

انطلقت أمس الثلاثاء فعاليات الدورة السادسة من مهرجان «أفلام السعودية»، التي تنظمها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الدمام بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، وذلك في الفترة من 1 إلى 6 سبتمبر الجاري، حيث تأتي هذه النسخة من المهرجان، وللمرة الأولى، بشكل افتراضي بالكامل، لعرض روائع صناعة السينما السعودية، التي تتنافس على نيل جوائز المهرجان من خلال باقة من الأفلام تصل إلى 54 فيلما، سيتم عرضها عبر قناة اليوتيوب لمهرجان «أفلام السعودية»، إلى جانب البث المباشر للحوارات مع صناع الأفلام، والعديد من ورش العمل المتخصصة للمهتمين بهذه الصناعة.

كما بلغ عدد المشاركات المقبولة 23 فيلما في مسابقة الأفلام الروائية، و13 فيلما في مسابقة الأفلام الوثائقية، و17 فيلما في مسابقة أفلام الطلبة، بالإضافة لـ177 سيناريو غير منفذ.

صناعة الأفلام

ويسعى المهرجان منذ انطلاقه عام 2008 لأن يكون محركا لصناعة الأفلام ومعززا للحراك الثقافي في المملكة، علاوة على توفير الفرص للمواهب السعودية من الشباب والشابات المهتمين بصناعة الأفلام، والاحتفاء بأفضل الأفلام، كما يسعى إلى خلق بيئة لتبادل الأفكار بين المبدعين في صناعة الأفلام، حيث تطور مهرجان «أفلام السعودية» ليصبح حافزا رئيسا لازدهار صناعة الأفلام في المملكة.

3 برامج

ويقدم المهرجان يوميا 3 برامج، الأول برنامج «ندوات المهرجان» من الساعة 8 إلى 9:15م، ضمن برامج استديو المهرجان، تستضيف كل ندوة مجموعة من الضيوف المختصين بالصناعة والنقد السينمائي.

أما برنامج «كتاب المهرجان» فيقدم من الساعة 4 إلى 5م من مكتبة «إثراء»، يحاور فيه محمد الفرج في كل حلقة مؤلفي ومترجمي الكتب، التي أصدرها المهرجان في دورته السادسة، ويقدم البرنامج لمحة عامة عن موضوع الكتاب ونظرة عن كثب على المحتوى.

وفي برنامج «مقهى الأفلام»، الذي يقدم من الساعة 11م إلى 1ص، يلتقي محمد السلمان في كل حلقة مع مجموعة من صناع الأفلام السعوديين، وتناقش كل حلقة موضوعا في صناعة الأفلام، يقدم فيها الضيوف تجاربهم ورؤيتهم للمستقبل لصناعة السينما السعودية.

بدائل متاحة

وقال مدير المهرجان أحمد الملا خلال افتتاح المهرجان: نعم عدنا في دورة سادسة، جوهرها الفن وهو يخترق جدران العزلة الفردية، الفن وهو يمد الجسور إلى أقصاها، ويصل الناس ببعضهم ويقربهم، رغما عن البعد.

التحديات التي تواجهها البشرية، لم نستسلم أمامها، وانتهجنا بدائل متاحة، وابتكرنا حلولا تفاعلية تستجيب لطموحاتنا في ظرف «عابر» مثل هذا، وهنا لا يسعنا في إدارة المهرجان إلا التأكيد على أن استجابة ومؤازرة صناع الأفلام السعوديين كانت الحجر الصلب، الذي بنيت عليه هذه الدورة، ولولا مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» شريكا أساسيا في المهرجان لما تحققت، كما أن دعم هيئة الأفلام بوزارة الثقافة رسخ لنا أهمية العمل الثقافي ورعاية الإنجاز الإبداعي السعودي لتخطي كل الصعوبات.

تحولات عديدة

وذكر الملا أن العالم يشهد تحولات عديدة، على كل المستويات، من الخاص إلى العام، من الفرد إلى البشرية جمعاء، هذه التحولات التي نثق أن الفن ذروتها، وضامن معانيها، تلك الخطابات الفلسفية والثقافية الكبرى، التي كانت حكرا على النخب، مثل: القوة الناعمة، أثر الفنون البصرية، اللغة المشتركة للبشرية، أفكار انتقلت من بطون الكتب وعقول المفكرين إلى سلوك عام، ما أتاح للمبدعين ومنهم صناع الأفلام مكانة متقدمة في فنون التعبير الإنساني، ومن علامات هذه التحولات في وطننا العزيز، إنشاء وزارة الثقافة وتشكل هيئاتها، التي تلقاها المجتمع السعودي بترحيب ولهفة.

وكعادتها قرأت أرامكو السعودية ذلك مبكرا، رأته آتيا، صاغته ثم وضعت حجر أساسه في عام 2008، ليكون مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» جسرا سعوديا إلى العالم، ومنارة معرفية تنسج تراث الفكر، وراهن الإبداع برؤى المستقبل.

ضد الكراهية

وتابع: ليكن الفن مناهضا للعزلة بكل أشكالها، ليكن الفن ضد الكراهية، ومع الحب، الفن هو الجسر المتصل دوما تجاه الآخر، لربما جاءت هذه الجائحة «كوفيد-19» لتنبه الإنسان لإعادة اعتباره للطبيعة وسلوكه في الحياة، ولربما يستفيد الفنان من استثمار شغفه بالابتكار والتجديد بأقصى ما لديه من حرية الفنان.

لنذهب بمخيلتنا عبر مغامرات بصرية تشبهنا، لنرحل بمعرفتنا عن أنفسنا أعمق مما يتناوله السائد والمعتاد، لنكشف عن إرثنا الممتد وقصصنا الحاضرة في التاريخ البشري، منطلقين من وطن أعمق مما يبدو، يمتد من أول دولة سعودية «1744م»، وهي تتكئ على كنوز من الإرث عبر القرون الغابرة، وحتى يومنا هذا، الذي نرى فيه المستقبل، يقبل مستبشرا بذراعين مفتوحتين.

ومثلما الطبيعة تستعيد عافيتها، أثق أن صناع الأفلام السعوديين صقلتهم عزلتهم بالمزيد من المعرفة والبحث والمشاهدة والاشتغال على مشاريع تتشكل ليتفتح وردها في وقت قريب.

دورة استثنائية

واختتم الملا قائلا: هذه الدورة السادسة، وإن وصفت بأنها استثنائية، فإننا ننحاز للإيجابي من هذا الوصف، حيث تتعدد وتتنوع البرامج مع ما تستفيده من التقنية الحديثة، لتتواصل مع العالم كله.

باسم فريق العمل بإدارة المهرجان، جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ومن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، نتمنى لكم دورة سادسة ثرية ومفيدة، كم ستفيدنا هذه التجربة، وكم سنحمل معكم من خبرات مضافة، فإلى وعد قريب، بالدورة السابعة نحتضنكم فيها بعد ما يشبه البعاد.