ترجمة: إسلام فرج

بكين تحولت من احتلال المناطق الحدودية الفارغة إلى انتزاع أراضي الدول

حذرت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية من أن حملة التوسع التي تقوم بها الصين في بحري الصين الشرقي والجنوبي إلى الهيمالايا وجنوب المحيط الهادئ، تجعل منطقة المحيط الهندي - الهادئ أكثر اضطرابًا وغير مستقرة.

وبحسب مقال لـ «براهما شيلاني»، فإن ذلك يثير مشاعر متزايدة مناهضة لبكين، إلى جانب انتشار فيروس كورونا الذي انتشر من مدينة ووهان.

وأردف: يتوافق عدوان الصين الحدودي على الهند منذ شهر أبريل مع إستراتيجية أوسع للتوسع الإقليمي اتبعتها بكين منذ غزوها الكارثي لفيتنام في 1979.

ونوّه إلى أن الصين عبر تلك الإستراتيجية، التي ترتكز على الربح دون قتال، غيّرت الخريطة الجيوسياسية لبحر الصين الجنوبي من دون إطلاق رصاصة واحدة.

ومضى يقول: رغم ذلك، يختلف عدوان الصين في منطقة لاداخ في شمال الهند، عن استيلائها السابق على الأراضي منذ الثمانينيات في جانب رئيسي واحد، وهو أن الصين تحوّلت من ممارستها المعتادة باحتلال المناطق الحدودية الفارغة إلى انتزاع الأراضي الخاضعة لسيطرة دولة أخرى.

وأضاف: ارتكز التوسع الإقليمي للصين في بحر الصين الجنوبي على الاستيلاء على الجزر الضحلة والشعاب المرجانية المتنازع عليها وغير المأهولة، ثم استخدام أنشطة البناء لتحويلها إلى جزر صناعية عسكرية.

عدوان متواصل

ومضى يقول: في 2017، استولى جيش التحرير الشعبي بطريقة مماثلة على هضبة دوكلام غير المأهولة والمهجورة في الهيمالايا، التي تطالب بها واحدة من أصغر دول العالم، وهي بوتان، كأرض تابعة لها.

ولفت إلى أن الاحتلال جاء سريعًا عقب إنهاء الصين مواجهة استمرت أكثر من 10 أسابيع بين القوات على الهضبة مع الهند، ضامن الأمن الفعلي لبوتان.

ونوّه إلى أن عدوان الصين امتد أيضًا إلى الاقتطاع المستمر للأراضي الحدودية لجيرانها، حيث كانت بكين تلتهم قطعة قطعة الأراضي الحدودية لجيرانها.

وبحسب الكاتب، حذر تقرير داخلي مسرّب في نيبال، التي تحكمها حكومة شيوعية موالية لبكين، من أن الدولة كانت تخسر أراضيها الحدودية أمام مشروعات البناء الصينية، التي تغيّر مسارات الأنهار.

توغل في المياه

وتابع: في بحر الصين الشرقي، صعّدت الصين توغلاتها في المياه الإقليمية والمجال الجوي لجزر سينكاكو الخاضعة للإدارة اليابانية، بهدف إضعاف سيطرة اليابان وتعزيز مطالبها السيادية. وعبر وضع أمن اليابان تحت ضغط متزايد، تثبت بكين أن نظام التحالف الأمريكي ليس حلًا لنزعتها التوسعية القوية.

وأضاف: لكن عدوان بكين الأخير على الهند يشير إلى أن التوسعية الإقليمية للصين دخلت في مرحلة جديدة خطيرة.

وفي عملية مدعومة بعشرات الآلاف من القوات في الخلف، استولى جيش التحرير الشعبي على المناطق الحدودية التي كانت تحت السيطرة العسكرية أو خاضعة لدوريات دولة أخرى.

ولفت إلى أن الخداع والمفاجأة جزء لا يتجزأ من الإستراتيجية الصينية حتى في وقت السلم.

وأوضح أن العدوان في لاداخ الهندية جاء بعد 6 شهور فقط من تصريح الرئيس الصيني شي جين بينج على الأراضي الهندية بأن العلاقات بين الصين والهند دخلت مرحلة جديدة من التطور السليم والمستقر، بما يسمح للجانبين بالتركيز على الصداقة والتعاون.

وأضاف: فاجأ شي الهند عندما ضرب في الوقت، الذي كانت تلك الدولة تصارع تفشي فيروس كورونا عن طريق فرض الإغلاق الأكثر صرامة في العالم.

وتابع: تدخلت الصين في المناطق الواقعة وراء الخطوط المرسومة للمناطق، التي تطالب بها، والتي نشرتها في الماضي.

توسع إقليمي

وأشار إلى أن هذا يبرز التوسع الإقليمي المتزايد للصين تحت حكم شي، حيث أظهرت بكين بشكل متكرر أنها تستطيع تقديم مطالبات إقليمية جديدة أو زعزعة الوضع الراهن في أي مكان وأي وقت.

ونوّه إلى أن الصين أكدت على سبيل المثال مطلبًا جديدًا منذ شهر يوليو في المنطقة الشرقية لبوتان، التي تتشارك الحدود مع الهند فقط.

وتابع: من خلال المطلب الجديد، سعت الصين إلى دفع مخططاتها ضد الهند وبوتان، التي نشرت مفهوم السعادة القومية الإجمالية كمقياس للتنمية.

وبحسب الكاتب، اكتشفت وسائل الإعلام الحكومية الصينية مؤخرًا فجأة أن جبال بامير في طاجيكستان تنتمي إلى الصين تاريخيًا.

وأردف: في بداية مايو الماضي، ادعت وسائل الإعلام الحكومية أن جبل إيفرست، أعلى قمة في العالم على الحدود بين نيبال والتبت، الذي يرمز إلى السيادة النيبالية، كان يقع بالكامل داخل الصين.

وأضاف: في الشهر الماضي، قامت سفينة حكومية صينية بنشاط بحثي بحري في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجزيرة أوكينوتوري، في أقصى جنوب اليابان. ومضى يقول: عندما احتجت طوكيو، أكدت بكين أن مطلب اليابان الأحادي في المنطقة الاقتصادية الخالصة، ليس له أساس قانوني، حيث إن أوكينوتوري ليست جزيرة وإنما مجرد صخور.

ولفت الكاتب إلى أن ممارسة الحزب الشيوعي الصيني القديمة هي احتلال أراضي دولة أخرى خلسة، ثم الادعاء بأن المنطقة كانت جزءًا من الصين منذ العصور القديمة.

وادي جالوان

وتابع: تدّعي الصين الآن أن السيادة على وادي جالوان، الواقع على الحدود مع التبت في لاداخ، طالما كان ينتمي إلى الصين.

وأضاف: أصبحت الصين جارة الهند فقط في 1951 بعد أن استحوذ الحزب الشيوعي الصيني تحت ماو تسي تونج على هضبة التبت، ما زاد من مساحة اليابسة الصينية بأكثر من الثلث، ومنح الصين أيضًا حدودًا مشتركة مع الهند ونيبال وبوتان وأقصى شمال ميانمار.

وبحسب الكاتب، فقد سعى شي لاستكمال ما بدأه ماو، من أجندة لا تنتهي للتوسع الإقليمي.

ونوّه إلى أن هذا يبرز الجبهات المتعددة، التي فتحها ماو لتحقيق «حلمه الصيني» بجعل الصين القوة الأولى في العالم بحلول الذكرى المئوية للحكم الشيوعي في 2049. تمتد الجبهات التي فتحها من هونج كونج وتايوان إلى بحري الصين الجنوبي والشرقي والهيمالايا. وأضاف: طالما يرى شي أن المنافع الإستراتيجية تفوق التكاليف الدولية، فسوف يواصل حملة التوسع. لكن ذلك ربما يجعل تحقيق هذا الحلم أكثر صعوبة في حال وجد رد فعل دوليًا عنيفًا.