د. ريم الدوسري تكتب:

وانطلق الفصل الدراسي هذا العام مختلفا عن بقيّة الأعوام؛ بسبب الظروف الصحية الاستثنائية للجائحة، التي فرضت مقاييسها على العالم ككل.

فوزارة التعليم كانت قد أعلنت في الأسابيع الماضية آلية العودة للدراسة بعد التنسيق مع الجهات المعنية، لتكون الدراسة عن بُعد بالنسبة للتعليم العام لأول سبعة أسابيع، وعن بُعد للمقررات النظرية في الجامعات والتعليم الفني، وحضورياً للمقررات العملية، على أن يتم إعادة تقييم الوضع ليتم تحديد آلية الدراسة الأسابيع المتبقية من الفصل الدراسي الأول وفقاً للمتغيّرات.

ولعل ما يُحسب لكل الجهات القائمة على قطاع التعليم في المملكة، هو التحدي التنسيقي ليبدأ العام الدراسي في وقته كالمعتاد بتاريخ ١١/ ١/ ١٤٤٢هـ لجميع مراحل التعليم، حتى وإن كانت عن بُعد. الحرص على صحة وسلامة الجميع أساس من أجل خفض آثار الجائحة، لأن واقع التعامل معها وخبرة التعايش التي فرضتها الأشهر الماضية اقتضت أن تكون الخطوات مدروسة والتعاون متكاملا؛ من أجل ضمان عام دراسي ناجح، إيمانا بأن العلم هو نور العقل وطريق الإنسان للتقدم والازدهار، وهو أساس الوعي والنهضة، فالأمم الناجحة تخطّط لتعليم ناجح وآليات تتناسب مع المراحل المختلفة لأنه الاستثمار الحقيقي.

المرحلة هذه تركز على الدور المحوري للمعلمين لإدارة الأزمة والتقليل من الأضرار الناتجة عنها، فالجهود ستكون مضاعفة في التخطيط والعمل؛ للتأكد من أن أساس العملية التعليمية

-الطالب- يحقق التحصيل العلمي المطلوب والأهداف المرجوة لكل مقرر أو مرحلة، ولعل الدور يرتكز أيضا على توجيه الطلبة من قبل أولياء الأمور ليتمّ التوازن لأن دور المعلمين عن بعد يتطلّب التعاون الندي على عدّة مستويات.

تتطلّب المرحلة التركيز، التنظيم، والإيمان بالتغير على المستوى الرقمي والتعليمي. فالعالم الافتراضي يجب أن يستفاد منه، وعلى الأسر أن تتقبّل المرحلة وتتجاوزها لتنتصر على الجائحة.

من المؤكد أن الأهل سيتحملون ضغوطا أكبر؛ للتأكد من أن أبناءهم حصلوا على التعلم المطلوب من خلال المتابعة المستمرة، والحرص على النظام والمتابعة والاستذكار، وألا يتواجدوا على منصات أخرى.

لا بد أن نستفيد من هذه التجربة، ونعد نشأ قادرا على التعلم الذاتي وتحمّل مسؤولية العلم والمعرفة، بغرس أهمية التنظيم على مستوى التلقي والوقت ما سيساعدهم على تحسين أدائهم الأكاديمي وحياتهم بشكل عام. وأن تكون العلاقة بين المدرسة والأهل تشاركية خصوصاً في هذه الفترة، حتى نستطيع تجاوز هذه المحنة ونحن أكثر وعيا. ونعمل على استثمار الفرص القادرة على تطوير العلم والتعليم بالأساليب المعاصرة والتصورات الرقمية، القادرة على توظيف كل الطاقات والتقنيات؛ من أجل الارتقاء بالتعليم وبالأجيال.

رغم سلبية ما فرضته هذه الجائحة، إلا أننا استطعنا أن نتوازن وأن نتوافق معا، بتجربة ناضجة متكاملة الأركان، تعلمنا منها الإيجابي وسنتفادى منها السلبي؛ لأن الحلول البديلة المتاحة ستساعد في استمرارية التعليم لأبنائنا بالطرق والأساليب المتقدمة، التي ستجعلهم يتأقلمون ويسيرون بطرق النحاح.

DrAL_Dossary18 @