عبدالعزيز العمري – جدة

فصول افتراضية وفق أعلى مستوى تقني .. ودوام مرن بمقرات العمل

يدق في تمام التاسعة من صباح اليوم الأحد، أول جرس افتراضي، معلنا انتظام 6 ملايين طالب وطالبة لمقاعد العام الدراسي الجديد، بالإضافة إلى عودة كافة موظفي القطاع العام، إلى مقار عملهم، وفق إجراءات احترازية مشددة.

وينطلق العام الدراسي الجديد بأداء النشيد الوطني والتمارين الرياضية عبر المحاكاة، في أكثر من 30 ألف مدرسة حكومية وأهلية على مستوى المملكة، وبمشاركة ما يزيد على 520 ألف معلم ومعلمة بمراحل التعليم العام.

عودة آمنة

وقالت المستشار الأسري والتربوي وفاء الغامدي لـ «اليوم»، إن استعدادات وزارة التعليم لهذا العام فاقت كل التوقعات، باكتمال منصة مدرستي، وتجهيز قنوات «عين» التعليمية، وتدريب المشرفين والمشرفات والمعلمين والمعلمات وقادة المدارس على تفعيل المنصة، مضيفة إنه على كل طالب أن يستشعر جهود الوطن في تذليل كافة الصعوبات وتحقيق أفضل التطلعات. وتابعت إن البداية لن تكون قوية إلا بعزيمة أقوى، مشيرة إلى أن الجميع على أهبة الاستعداد لبداية العام الجديد والدخول على منصة مدرستي والتحقق من حساب كل طالب وقراءة الدليل الاسترشادي للدخول على المنصة، والتأكد من التجهيزات اللازمة للتعليم الإلكتروني مع ضبط قنوات عين التعليمية؛ للاستفادة منها في حال انقطاع الإنترنت، إضافة إلى تهيئة المكان المناسب للتعليم عن بعد، والأهم من ذلك الالتزام الأخلاقي خلال عمليات التعلم عن بعد وأداء المهام والأنشطة اليومية والحضور والمشاركة مع المعلم؛ مما يحقق الانضباط المدرسي والسلوكي والتنوع في الواجبات وإثارة روح الحماس بين الطلاب في التعليم الإلكتروني.

حرص الطلاب

وقال المستشار التربوي د. عبدالعزيز آل حسن، إن انطلاقة العام الدراسي الجديد تتطلب حرص المستفيدين على التحصيل الدراسي من خلال التقنية بشتى صورها؛ لاستمرار مسيرتهم التعليمية ورقيهم الإنساني والعمل على تنظيم أوقاتهم وأخذ الأمر بجدية والتركيز مع المعلمين والمحاضرين، وتهيئة الجسد والعقل وتنظيم النوم، ومزاولة النشاط البدني وطلب المساعدة من الوالدين أو المعلمين، ومهما تغيرت آليات التعلم فشباب وشابات الوطن الغالي ورجاله وحكومته قادرون على إكمال مسيرة التعليم بكل الوسائل والسبل التي ترتقي بالوطن والمواطن والمقيم.

بداية جادة

من جهتها، بينت المتحدث باسم التعليم العام ابتسام الشهري، أن اليوم يشهد عودة أكثر من 520 ألف معلم ومعلمة إلى مدارسهم افتراضيا، عبر منصة مدرستي، والحضور للمدارس بما لا يقل عن يوم واحد في الأسبوع، حسب تقدير مدير المدرسة، والأهم أداء المعلمين والمعلمات للمهام المطلوبة؛ لضمان نجاح العملية التعليمية.

وأضافت إن الوزارة بدأت منذ وقت مبكر تدريب المشرفين والمعلمين وكافة العاملين على المنصة، لتكون البداية قوية وجادة، والجميع على إلمام تام بكامل تفاصيل المنصة؛ لضمان تفاعل الطلاب والمعلمين داخل الفصول الافتراضية، والذي سينعكس بشكل إيجابي على نواتج التعليم وتقليص الفاقد التعليمي أثناء العملية.

وأوضحت «الشهري» أن مهام المعلم في منصة مدرستي تشمل الدخول اليومي وإعداد الحصص وتصميمها في جداول الطلاب، والتي تتضمن الكثير من الإجراءات التعليمية والمهام الإلكترونية، إضافة إلى إعداد الواجبات والأنشطة التعليمية للطلاب، ورصد حضور الطلاب؛ للتأكد من انضمامهم للحصص الدراسية والاطلاع على تقارير الأداء للطلاب، وما تم إنجازه من مهام، والتواصل معهم أثناء تواجدهم في المدرسة في اليوم الذي سيتم تحديده من قبل قائد المدرسة، وغيرها من المهام المتوفرة على المنصة.

عود الموظفين

كما يباشر موظفو القطاع العام، اليوم الأحد، أعمالهم بعد قرار وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بعودة كافة الموظفين إلى مقار العمل، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والصحية؛ لحماية الموظفين والمستفيدين من فيروس كورونا.

وحددت الوزارة عددا من الشروط لعودة جميع الموظفين لمقار عملهم، تقتضي بأن يستمر حضور الموظفين وفق الدوام المرن، واستمرار تعليق البصمة، واستمرار عمل الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة عن بعد، وفقا لتصنيف المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها.

العمل عن بعد

وسمحت الوزارة لرئيس الجهة الحكومية أو من يفوضه بتطبيق العمل عن بعد لعدد من موظفي الجهة، على ألا تتجاوز نسبتهم 25 % من إجمالي الموظفين، على أن تمكن الجهة من يعملون عن بعد من أداء مهامهم.

وأشارت الوزارة إلى أن العمل عن بعد للفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة يتطلب تقريرا طبيا، مشيرة إلى أن العمل عن بعد يشمل من تجاوزت أعمارهم الـ 65 عاما والمصابين بأمراض الرئة المزمنة والربو الشديد والأمراض القلبية المزمنة ومن لديهم نقص المناعة الوراثي أو نقص المناعة المكتسب أو السمنة المفرطة أو الحالات الطبية المزمنة كمرض السكري غير المنضبط أو مرض ارتفاع ضغط الدم أو الفشل الكلوي أو تليف الكبد، مشددة على أهمية الالتزام بالاشتراطات الوقائية سواء فيما يتعلق بالتباعد واستخدام المعقمات في جميع المقرات، واستمرار حضور الموظفين وفق الدوام المرن، على حسب ثلاث فترات، تبدأ من السابعة والنصف صباحا، ثم الثامنة والنصف، ثم التاسعة والنصف.

وأكدت الوزارة أن الجولات التفتيشية مستمرة على مدار اليوم لجميع الفرق في كافة أنحاء المملكة؛ للتأكد من توفر هذه الاشتراطات ووجود المعقمات، والوقوف على ما يتعلق باشتراطات السلامة في جميع المنشآت، لافتة إلى حرصها على امتثال المنشآت للاشتراطات، مع تطبيق جزاءات نظامية وعقوبات للمنشآت المخالفة.