واشنطن بوست

أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» متواطئة في تأجيج القومية المشحونة بالكراهية ضد المسلمين في الهند، موضحة أن المنصة تضعف الديمقراطية الهندية للحفاظ على آفاق أعمالها التجارية في ذلك البلد.

وبحسب مقال لـ «رنا أيوب»، في 14 أغسطس الماضي، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال قصة مريعة حول تواطؤ فيسبوك في مساعدة وتحريض القومية المشحونة بالكراهية لرئيس الوزراء ناريندرا مودي في الهند.

وبحسب الكاتبة، فإن تقرير «وول ستريت جورنال» سلط الضوء على دورعنخي داس، المسؤولة التنفيذية للسياسة العامة في فيسبوك في الهند، ورفض عملاق وسائل التواصل الاجتماعي إغلاق صفحة راجا سينغ، العضو في حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي.

وأوضحت أن سينغ كان قد طالب بإطلاق النار على مسلمي الروهنيغيا المهاجرين ووصفهم بالخونة وهدد بتدمير المساجد.

ولفتت الكاتبة إلى أن القصة تستشهد بموظفين في فيسبوك نقلا عن داس قولها: إن معاقبة الانتهاكات التي يرتكبها سياسيون من حزب مودي من شأنها الإضرار بآفاق أعمال الشركة في البلاد.

ونوهت الكاتبة بأن التقرير يسلط الضوء على تحيز داس ضد المسلمين، موضحة أن داس شاركت ذات مرة منشورًا على فيسبوك وصف مسلمي الهند بأنهم «مجتمع منحط».

ومضت الكاتبة تقول: لكن بقدر ما تم الكشف عن هذه الاكتشافات بالنسبة لفيسبوك، لا يعتبر أي من هذا مفاجئًا للعديد من المستخدمين.

وتابعت: اعتمدت حملة مودي التي أدت إلى فوزه عام 2014 بوقاحة على الأخبار المزيفة والدعاية التي تهاجم 200 مليون مسلم في الهند.

وأردفت: لسنوات وحتى الآن، تنشر صفحات فيسبوك الموثقة لقادة حزب بهاراتيا جاناتا، مثل كابيل ميشرا، بشكل روتيني خطابات كراهية ضد المسلمين وأصوات معارضة، ثم تُترجم الكراهية إلى أعمال عنف مميتة، مثل الهجمات ضد المسلمين في دلهي التي خلفت العديد من القتلى في فبراير في بعض من أسوأ أعمال العنف الطائفي التي شهدتها العاصمة الهندية منذ عقود.

وتابعت: على انستغرام، أصدر حساب HindustaniBhau، وهو حساب موثق يضم 3.4 مليون متابع معروف بمنشوراته القومية، مؤخرا دعوة واضحة للعنف ضد الأقليات، ونشر مقطع فيديو يطالب بتلقين المعارضين للدين الهندوسي درسا، بعد غضب شخصيات بارزة وبعد أيام من نشر المجلة قصتها، أوقف انستجرام الصفحة. لكن الآلاف من الحسابات التي تروج لمحتوى مماثل ازدهرت في السنوات الأخيرة، على الرغم من الإبلاغ عنها من قبل العديد من المستخدمين والصحفيين.

وأردفت: عندما زار مودي وادي السيليكون في 2015، التقى مارك زوكربيرج، رئيس فيسبوك. وتجاهل الأخير الرد على أي أسئلة حول المعلومات الخاطئة والكراهية التي ينشرها حزب مودي وأتباعه على منصته، أو القمع الروتيني على الإنترنت في كشمير، في هجوم وقح على حرية التعبير.

ونقلت عن مسؤول تنفيذي في فيسبوك في دلهي، رفض الكشف عن هويته، قوله: قيل لنا بعبارات لا لبس فيها إن فيسبوك بحاجة إلى تعزيز صورة مودي كزعيم صاحب رؤية وقائد عالمي.

ولفتت إلى أنه يتم النظر إلى الهند، التي تضم أكثر من 290 مليون مستخدم على المنصة، على أنها سوق مهم، حيث لا تزال المنصة محظورة في الصين. لكن في سعيها للحصول على حصة أكبر في السوق، لم يكن لدى فيسبوك أي مشكلة في مساعدة القادة الاستبداديين الذين ينشرون الأكاذيب والكراهية لتحقيق مكاسب سياسية وسيطرة، كما هو الحال في ميانمار والفلبين.