شهد بالحداد - الدمام

حمل فكرة الجائحة ومدى تأثيرها على الإنسان والفنان

أطلقت جمعية الثقافة والفنون في الدمام معرض «عودة» للفيديو آرت مساء الخميس ولمدة 3 أيام عبر قناتها على اليوتيوب، ويأتي المعرض ضمن الأنشطة الدورية في جميع المجالات الثقافية والفنية، وجاء افتراضيا نظرا للظروف الاستثنائية، التي تعيشها المملكة والعالم.

30 مشاركة

المعرض بدأ بالسلام الوطني، ثم فيديو يبين النشاط الثقافي والفني، الذي قدم في الجمعية، ومعرفا بها الجمهور العربي والدولي، ثم استهل المعرض بكلمة مصورة لمدير الجمعية يوسف الحربي، تلا ذلك استعراض الأعمال الفنية الـ 30 من 17 بلدا، المتنوعة في أفكارها ورؤاها، التي توحدت في رغباتها المصرة على كسر الحواجز، والعودة إلى الحياة بالمحبة التي تخلق الجمال من شغف الفن، بعد أن تقدمت في بداية الإعلان 62 مشاركة من 23 دولة، فرزت هذه الأعمال لجنة مكونة من: الفنانة الكويتية مها المنصور، المصرية د. سمر بيومي، الناقدة التونسية بشرى بن فاطمة، الفنان المصري أحمد منصور، الفنانة السعودية يثرب الصدير.

وحمل المعرض في جوهر محاور الأعمال المعروضة فكرة الجائحة ومدى تأثيرها على الإنسان والفنان، وتأثره بمنطق العزل المفروض وطريقة التعبير عنه، والعبور من الخوف إلى التحدي والحياة، حيث تجاوزت المشاهدات خلال الأيام الثلاثة 2000 مشاهدة.

لغة بصرية

وتحدث مدير الجمعية يوسف الحربي عن الأعمال المشاركة، فقال: الأعمال في مجملها لغة بصرية عن الحياة لتعبر عن حيرتها، وتطرح هواجسها في البحث عن منافذ لهذه الحياة بكل تفاصيلها، وما حملت حتى تنطلق وتعبر بشكل أبعد في الخيال وأعمق في الإنسانية من حيث التواصل المختلف والمبتكر، الذي فرضته الظروف الصحية، إذ اعتمد الفنانون على العديد من العلامات البصرية المشتركة، ومنها انتشار الخبر إعلاميا من خلال الشاشات ووكالات الأخبار، حيث ركز البعض على خطابات رؤساء الدول الكبرى أو الدول المتضررة، وكيفية التعايش مع التصعيد المتفاوت في فكرة الفيروس وتقبله والاحتياط منه، كما عبر البعض عن فكرة الانعزال والتباعد، وفكرة التواصل الافتراضي والتعبير المؤقت للحركة، معتمدين على التقنيات المختلفة والمؤثرات الصوتية والموسيقى، إضافة إلى الحركة والأداء، التي اختلفت من فنان إلى آخر في درجات التفاعل مع المؤثر الصوتي من جهة، والصمت من جهة أخرى.

مفاهيم مختلفة

وأشار إلى أن بعض الفنانين ابتكروا مفاهيم مختلفة عبرت عن التنفس بين ضيق المساحات في الفضاءات الشاسعة، والاختفاء وراء الكمامات أو وراء الأرقام والألوان والخطوط والأضواء، في مداها المعبر عن التخفي المعلن بين تناقضات الحياة والموت والحركة والجمود والحرية والعزل، وهي التناقضات التي دفعت بالبعض للتعبير عن فكرة السفر ورغبات التنقل والانتقال، تلك التي أصبحت تقف حاجزا بين الإنسان ووطنه أو بين الوطن وأبنائه.

أحاسيس مشتركة

وأكد الحربي أن الفنانين سواء العرب أو الغربيون عبروا عن أحاسيس مشتركة، ولكن برؤى بصرية مختلفة، فقد حملت الأعمال العربية الكثير من التوافقات الحسية في تعاملها الإنساني مع الجائحة، أما الأعمال الغربية فقد تحولت بالأحاسيس إلى زواياها الفردانية وتصوراتها البصرية في صداميات التقبل.

وأضاف: الفنان العربي انبثقت رؤاه من الأرض، فقدم رؤية مشحونة بالبحث عن الذات في ظل كل زحام الحواس وتراكم الأفكار، إذ تنقل من الشاشات إلى الرمزيات إلى الحضارة والأسطورة، والتعايش بين التعمق والترتيب والسطحية والترقب والانتظار المحمل بالبحث عن اكتمالات الوجود في عمق التحدي الممتلئ بالحياة.