د. محمد باجنيد يكتب:

ليس في قلبي إلا الحب.. رضعته صغيراً من صدر أم حنون.. لا تعرف غير الرضا؛ فحين أسألها عن الحال؛ تمدني بشحنة من الرضا.. تطير بي إلى الجنة وهي ممدة عَلى الفراش لا تكاد ترى شيئاً.. تأنس بالصوت فتسمع غطاريف الفرح في بيت الزواج، وتقول لي باسمة:

الحال يا محمد زي الغطاريف في بيت الزواج.. فأسمعها تملأ الآفاق فلا يكون هناك مكان إلا للفرح.. للحب.

غطاريفك يا أماه ترافقني أينما توجهت.. تعلو على كل الأصوات الشاذة.. تدنو مني وتربت على كتفي وتهمس في أذني: دعك منهم فما زلت تملك الأرض والسموات.. كيف لا.. وأنت تحلق بعيداً وترتوي من ماء الغيم قبل أن يعكره العطاشى اللاهثون نحو السراب.

كنت وما زلت تنظر إلى السماء.. هناك ستجد مكانك.. صباحك يبدأ باسم الله.. إيذان بهطول المطر وارتواء القلب.. لا شيء من اللواعج يستحق أن يهبط على ذاكرتك.. الفضاء مفتوح على مصراعيه لأحلام معطرة تخدم أمة وليست من ركام أوهام الأنانية العابرة كغثاء.. تكتب اسمك على حائط القلب الصالح.. يزهو بك القلب الصالح.. يعرفك وينكرهم؛ لأنهم لم يقدموا سوى الضياع.

كنت في حضن فكرها وصحوت.. وقلت:

لا تأسي علي يا أماه فابنك يدخر حنيناً أزلياً معتقاً في خوابي القلب.. يأتلق شغفاً.. يتزود بمزيج ساحر من الحزن والترقب.. يصنع الرغبة.. ويمتطي شهقة فرح مملوء بالدهشة؟

أي سعادة برزخية أحياها يا أماه وأنا حي في زمن يكرم فيه الأحياء بعد مماتهم.. الموت يدفعني للعمل بهدوء أكثر.. دون ضجيج.. سأجد لأعمالي مسرحاً صغيراً فالدنيا باتت قرية صغيرة.

اطمئني يا أماه فلدي كلمة السر التي تفتح كل بوابات الأمل.

*****

الكرسي لا يصنعك..

أنت من يصنع الكراسي..

فيطير بك..

ليقبلك الناس..

وتكسب ثقتهم..

وتمضي بهم..

برؤية واضحة واثقة..

لتحقيق النتائج..

أهداف المنظمة..

لن تتحقق..

بدون تحقيق..

أهداف العاملين..

وبدون الاهتمام بتطويرهم..

صناعة قادة جدد..

يدل على فكر نير..

ومهنية عالية..

وأخلاق راقية..

بعدها أهنأ..

بكرسي الزعامة..

بعد أن تغادر..

كرسي المنصب

mbajunaid@