ذي سبيكتاتور

قالت مجلة «ذي سبيكتاتور» البريطانية إن السيطرة على خليج البنغال وبحر أندامان هدف صيني لتحقيق هيمنة تامة على آسيا دون إطلاق رصاصة واحدة، موضحة أن تحقيق هذا الهدف سيمكن بكين من احتواء الهند والتفوق عليها.

وبحسب مقال لـ«فرانسيز بايك»، المؤرخ والمستشار الجيوسياسي، فإن الصدامات الحدودية الصينية الهندية، التي تكررت عبر عقود لن تكون مقدمة لحرب بين القوتين العظميين.

وأشار إلى أن الصراع المقبل بين البلدين لن يكون على اليابسة كما توقع البعض بعد التوترات، التي ازدادت مؤخرا حول إقليم لاداخ.

وأضاف: إن كفاح الصين طويل الأمد للتفوق على الهند لن يكون على طول الحدود البرية بينهما، لأنه بغض النظر عن بعض الحوادث التكتيكية هنا وهناك، ليس لدى بكين مصلحة في التوسع في مناطق فقيرة الموارد، لأنها سيطرت على ما كانت تريده في حرب عام 1962.

وأردف يقول: الهند مطوقة في الشمال الشرقي بإقليم التيبت الخاضع لسيطرة الصين، أما في الشمال الغربي، فهي تجاور عدوتها اللدودة باكستان، التي دخلت في تحالف صلب مع الصين في فترة ما بعد الحرب.

وأشار إلى أن ساحة الصراع الجيوسياسي المقبل من أجل الهيمنة بين الصين والهند، سيكون خليج البنغال وبحر أندامان.

ومضى يقول: تهتم الصحافة الغربية بمشروع «حزام واحد، طريق واحد» أكثر من اهتمامها بمشروع «طريق الحرير البحري»، الذي يتبناه الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ونوه بأن الإستراتيجية الاقتصادية والعسكرية للصين تتمثل في الهيمنة على الممرات البحرية بين الصين والشرق الأوسط. وكما هو الحال مع لعبة الطاولة الصينية القديمة للسيطرة على الأراضي المعروفة باسم Go، فإن الرئيس الصيني تشي يضع الآن الأحجار مثل أحجار اللعب في تلك اللعبة على طاولة آسيا البحرية، ما سيمكن الصين من فرض هيمنتها. وأوضح أنه بالرغم من قيام الصين ببناء ميناء بحري تابع لها في جيبوتي وتمويلها لبناء غوادر في باكستان، وإنشائها مدارج طيران ومنشآت بحرية فوق شعاب مرجانية مستصلحة في جزر سبراتلي، إلا أنه من وجهة نظر بكين هذا ليس كافيا.

وأضاف: ثلث الشحن البحري العالمي ومعظم واردات الصين النفطية تمر عبر مضيق ملقا الواقع بين سنغافورة وجزيرة سومطرة الإندونيسية. وبحسب مبعوث برتغالي في القرن السادس عشر، فإن الجهة التي تسيطر على مضيق ملقا، ستتحكم في رقاب الآخرين.

وأردف يقول: مع تمركز الأسطول الأمريكي في قاعدة شانغي البحرية في سنغافورة، تعتبر الصين مضيق ملقا أضعف حلقة في إستراتيجيتها البحرية، وبالتالي، تدرس بكين فكرة حفر قناة بطول 80 ميلًا وبتكلفة 30 مليار دولار عبر برزخ «كرا» جنوب تايلاند.

وتابع: ستلتفّ القناة على مضيق «ملقا» الخاضع للسيطرة الأمريكية، وستمنح الصين حرية وصول بلا عائق لبحر «أندامان» وخليج البنغال. ويقال إن شركات صينية بدأت بالفعل في شراء أراضٍ حول الطريق المقترح للقناة. الأهم من ذلك، أنه على مدار السنوات العشرين الماضية، أصبحت تايلاند دولة شبه تابعة للصين، بعد أن كانت يوما ما واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة.

ولفت إلى أن الصين حققت مزيدًا من النجاحات في مساعيها للسيطرة على خليج البنغال، وذلك عبر تمويلها لبناء ميناء جديد في «شيتاغونغ» في بنغلاديش، التي لديها علاقات عدائية، مع الهند. كما تمول الصين تطوير ميناء كبير على ساحل ولاية «راخين»، في ميانمار. وفي المناطق الجنوبية لخليج البنغال، هناك تحالف وثيق يجمع بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية منذ خمسينيات القرن الماضي.