مطلق العنزي

النقد من حقوق الناس وطبائعهم منذ أن هبط آدم عليه السلام إلى أرض الغضب والوصب، بشرط أن يكون الناقد صادقا بنية صافية لا تشوبها مصالح ولا منافع ولا هبالا ولا ضغينة. مع أنه في حقبة «البروبغنديات» المنفلتة، تدفن النية الصالحة في أدران المكبات وتسطع النوايا الصوتية المأجورة، بحيث تعمى الأعين وتضل الألباب، إلى درجة أن الشياطين، لا توسوس لمراهقي الأزقة فقط، بل تتمكن من زعماء يقدمون أنفسهم فاتحين للتاريخ و«خير من سارت به قدم».

قبل أيام أشعلت مكائن البروبغندا و«نواياها» المؤدلجة حفلات النواح ولطميات متشنجة، بكل ما تملك من قوة التأليف والتلفيق، لمهاجمة دولة الإمارات لأنها عقدت اتفاق سلام مع إسرائيل. ومن حق المكائن النقد، لكن ليس من حقها التضليل والعويل والاختلاق والانحطاط والوقاحة.

ولأن النوايا ليست صافية، فقد تحول ضجيج «المتصدرين» الرداحين، إلى مسرحيات «كوميديا»، وفي مقدمة هؤلاء الرئيس التركي رجب أردوغان الذي تقوده أحقاده وعمياؤه إلى ارتكاب مواقف مضحكة وغاية النكير. إذ هدد بسحب السفير التركي من أبوظبي احتجاجا، وهذا من حق فخامته، لكن أن يحتج على الإمارات وينسى أن سفيره في تل أبيب يربط العلاقات ويوثقها ويطورها منذ 70 عاما، فتلك ليست إلا صنفا جديدا من الحماقة لم تعهده الدبلوماسية من عهد الكاردينال ريشيليو حتى الكاردينال أردوغان.

أما العرض المسرحي الآخر، فكان في رام الله، إذ قررت سلطة أبي مازن وعريقات سحب سفيرها من أبوظبي، وبهذا لا تقل كوميدية عن مسرحية أردوغان. فلو لم تكن السلطة استعراضية، وكانت حقا صادقة، لسحبت أولا سفيريها من الدوحة وأنقرة، فهما ينسجان أوثق الوشائج مع إسرائيل، ويخصانها بمنافع وخدمات تطبيعية طائلة. ثم تسحب سفراءها من مصر والأردن وعمان والسودان والمغرب التي سبقت الإمارات بالعلاقات. ثم (وهو «الأهم») تغلق السلطة رام الله على نفسها جزاء وفاقا، فهي من أوائل المطبعين، ثم تقطع العلاقات مع حماس التي لا تطبع فقط، بل تتلقى إعانات يومية من إسرائيل، وتجتهد إسرائيل في جمع تبرعات لحماس من كل فج عميق. وفي بداية العام، ضغطت إسرائيل على الدوحة لتزيد مساعداتها لحماس ودفع رواتب «المجاهدين»، ربما كي يزيدوا من نشاطهم وثبات عزيمتهم لتحرير القدس..!.

* وتر

بستان الدنيا وأرض الأقداس والزيتون

وطور سينين

سبي الوعد المشئوم والمزادات

والحرائق

ومنابر الضلال والشقاق والشقائق

malanzi@alyaum.com