بندر الشهري

تباينت الآراء مؤخرا حول أحد التقارير التلفزيونية والذي أظهر افتقاد الباحة بعض المقومات السياحة المهمة مثل الفنادق والمطاعم والمقاهي الشهيرة، بالإضافة لضعف شبكة الاتصالات والإنترنت وغير ذلك، حيث تباينت ردود الأفعال بشكل كبير بين مؤيد ومتحفظ، فهناك من اعتبر أن حديث المراسل لم يكن في محله خاصة والتقرير وقتها يفترض أن يكون منصبا عن افتتاح الموسم السياحي وإعطاء انطباع إيجابي عن السياحة الداخلية وأجوائها ومناظرها واستعراض لأبرز المواقع السياحية، وأن غير ذلك من ملاحظات لم يكن الوقت ملائما حاليا لطرحه، وقسم آخر اعتبر حديثه منتهى المهنية والشفافية وأمرا لا يلام أبدا عليه، بل إنه وكما وصف الأجواء والمواقع وضع المشاهد والسائح تحديدا في الصورة حتى لا يفاجأ بعد قطعه المسافات الطوال بتلك الملاحظات المهمة التي قد لا يتوقعها أو يعلم عنها سيما خدمة الاتصالات، حيث يعتبرها الأغلب حاليا عصبا رئيسيا لنجاح سياحته وضمانا لراحته وراحة عائلته.

بالنسبة لي على الأقل ومن خلال وجهة نظر شخصية متواضعة عندي ثقة أولا بأن ذلك التقرير سيعود بالفائدة على الباحة بل قد يكون نقطة تحول لدفعها لفضاءات أرحب لمواكبة وتلبية أهم المتطلبات السياحية وفرصة في الوقت نفسه لمعالجة مكامن الخلل والقصور، ولدى ثقة بأن شبكة الاتصالات والإنترنت تحديدا سيتم تحسينها للأفضل، وسيلاحظ المصطاف وبدءا من الموسم المقبل بإذن الله تعالى الفرق، وعندها يجب ألا ينسو المراسل من دعائهم.

وحتى نكون في الصورة أكثر نقول ليت مثل هذا المراسل موجودا في كل مدينة ومنطقة، وليته على سبيل المثال أكمل الصيف في مدينة الضباب النماص ونقل الصورة من هناك كاملة وبدون رتوش، وخاصة عن وضع الاتصالات والإنترنت فيها وفي سبت العلاية وتنومة وبني عمرو وبللسمر وبللحمر، وليته يذكر أن هذه المشكلة باتت تؤرق أهالي وزوار تلك المناطق والقرى، وليته ينقل كم عانوا في الفترة الماضية عند تعليق الدراسة ومع نظام الدراسة عن بعد، وليته ينقل كم يلاقون من صعوبات عند التسجيل في أي خدمة أو مراجعة حكومية إلكترونية، وأنهم قد يستعينون بصديق في مدينة أخرى لإنجاز المهمة!، وليته يوضح لماذا تميز أهل المنطقة في رياضة الهايكنج تحديدا، وأن ذلك يعود لكثرة صعودهم للجبال بحثا عن الأبراج لإجراء أو استقبال الاتصالات أو الرسائل!، وليته ينقل أن بعض مقاطع الفيديو قد يرسلونها اليوم ولا تصل إلا بالغد! بعد أن كانوا في فترة سابقة أكثر من تزدحم جوالاتهم بعبارة «جزء من النص مفقود....»!