علي بطيح العمري يكتب:

كما أن حياتنا من صنع أفكارنا كذلك هي من صنع أيدينا.. نحن بأخلاقنا مع غيرنا، وبتعاملنا الإيجابي حتى مع أنفسنا نصنع حياتنا.. ومن أدعية النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام-: اللهم أصلح لي دنياي التي فيها معاشي.

هنا صور من حياتنا.. نحن صنعناها بأفعال سيئة نتيجة أفكار سلبية جعلت حياتنا تتناقض.

* يقضي بعضنا (الساعات) في سماع الشيلات والأغاني.. أو متابعة المسلسلات والمباريات بمتعة ولذة.. ويستصعب قراءة أو سماع (دقائق) لكتاب.. في حياتنا صرنا (كرماء) في إنفاق الساعات على (اللهو)، و(بخلاء) في تخصيص الدقائق للجد والمفيد.

* لا يعجبه أحد.. ينتقد كل شيء.. يدقق في تصرفات الناس ويلاحظ حتى أخطاءهم الصغيرة والقديمة.. عنده أخطاء يدركها لكن يتعامى عنها وهي أولى بالإصلاح.. تأملك لهذه النوعيات من البشر يحملك على حمد الله على نعمة البصر والبصيرة.

* يشتري (مشروبا) يقارب العشرين ريالا ليستمتع به (لحظات).. ويستخسر أن يشتري بتلك القيمة (كتابا) ليرتقي به (الدرجات)!

* أمران يفسدان المسؤول.. المدح الزائد والمبالغة فيه.. والترزز في وسائل الإعلام الجديد.

* لم يعد يستمتع بلذة قهوته الساخنة، لأنه انشغل بتصويرها وبث صورها فبردت وبردت معها اللحظات الجميلة، لم نعد نفرح باكتشاف آثار نرتادها أو أماكن جديدة نزورها نكتفي فقط بصورة لملامحها.

يرتاد (هو) محلا.. وتتسوق (هي) من أجل صورة لبثها.. هوس التصوير يا سادة حول حياتنا إلى فلاشات.. نهتم بتوثيق الشيء بدل الاستمتاع به!

* يعجز عن إزالة «مخلفاته» التي تشوه منظر البيئة وتزعج من يرتاد هذه المتنزهات، ثم يتحدث مع أصدقائه عن «فساد» البلدية وعن تقصير عمال النظافة.. وفي الشوارع وعند الإشارات يفتح باب سيارته ويرمي «نفاياته»!!! ثم يجلس متكئا على أريكته في المجالس ليتحدث عن نظافة الشوارع في ماليزيا!!

أخيرا..

الإنسان السلبي يقر بالقصور، لكنه يساهم في تقليل السلبيات ولا يكون سببا في زراعة أذى أو نشر فساد..

الإنسان الإيجابي يستفيد من التقنية، ويستمتع بوسائل العصر لكنه لا يستسلم لسلبياتها، ولا يغوص في مستنقعاتها!

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

بشأن إخفاقاتك.. يداك (أوكتا) وفكرك (نفخ)!

ولكم تحياااااتي...