هند الأحمد

مرت العلاقات الفرنسية الإيرانية بالعديد من التذبذبات خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أن الوضع العام ما بين باريس وطهران يسوده حالة من التناغم بحسب المصالح المشتركة بين البلدين. وقد لعبت فرنسا دورًا بارزًا في دعم طهران خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وحاولت إقناع الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً بعدم الانسحاب والدخول في مفاوضات جديدة حول الاتفاق، وذلك بهدف دمج طهران في النظام العالمي والتزامها ببنود الاتفاق وفقًا لقواعد القانون الدولي لكبح طموحها النووي ومنعها من امتلاك السلاح النووي، أيضاً تتميز العلاقات الفرنسية الإيرانية بتحولات جيواستراتيجية، تكاد تعصف بها في كثير من الأحيان، إلا أن القيادة الفرنسية ما زالت حريصة بشكل حذر على استمرارية العلاقات على الرغم من التحديات التي تواجه البلدين منها الطموح النووي الإيراني والعقوبات الدولية على طهران الذي انعكس بشكل سلبي على التبادل التجاري بين البلدين. فمن الواضح أن باريس ترغب في الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة في طهران لتعزيز تواجدها الاقتصادي والتجاري داخلها، وقد غضت الدول الأوروبية ومن ضمنها فرنسا الطرف عن التحايل الإيراني على العقوبات الدولية مثل بيع إيران للنفط مقابل الذهب، وحصول إيران على المليارات من صفقات شملت السجاد والفستق والبتروكيماويات، وفرت خلال آخر 9 شهور من 2018 أكثر من 10 مليارات دولار، إضافة إلى المقترحات الفرنسية التي قدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش اجتماعات قمة الدول الصناعية السبع الكبرى «G7» في 25 أغسطس 2019 عندما استضاف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في القمة، واقترح ماكرون تمويلا بـ15 مليار دولار للاقتصاد الإيراني مقابل توقف إيران عن دعم ميليشياتها في المنطقة، وبدء حوار يقوم على وقف برنامجها النووي والصاروخي، ووقف تدخلاتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، وفشل هذا المقترح أيضاً لرفض إيران التخلي عن برنامجها الصاروخي وميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

واذا نظرنا ملياً للوضع الحالي في لبنان بعد تفجيرات مرفأ بيروت التي لم تدع مجالاً للشك بأن من يقبع خلف تلك الأحداث هم جماعة حزب الله التابعة لطهران.. وما تلا تلك الأحداث من زيارة ماكرون ورد فعل اللبنانيين تجاهها وتصريحات ماكرون خلالها والتي تنبئ بأن توابع الانفجار ستكون أقوى مما نتوقع!

فرنسا رعت الخميني طويلاّ وما طرحه ماكرون حول حكومة وحدة وطنية وانتخابات مبكرة، هو ما ينتظره حسن نصر الله الذي يُظهر لنا مسارعته للترحيب بزيارة ماكرون وعدم الخوف من التدخلات الخارجية وبالأخص الغربية وهو ما يحدث عادةً.

@HindAlahmed