ترجمة: إسلام فرج

يواصل تكديس الأسلحة واستغل الميناء لعمليات تهريب غير مشروعة

حذر موقع «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات»، من أن لبنان سيكون في خطر دائم إذا لم يتم تفكيك ترسانة أسلحة حزب الله.

وبحسب مقال لـ «جوناثان سكانزر»، النائب الأول لرئيس الأبحاث بالمؤسسة، كانت التفجيرات الضخمة التي وقعت الأسبوع الماضي في بيروت مأساة. لكن كما هو الحال في لبنان، كان من الممكن تفادي هذه المأساة.

ومضى يقول: إن كمية نترات الأمونيوم التي قدرت بـ 2750 طنًا، والتي تم الإبلاغ عنها وبقيت غير خاضعة للرقابة منذ عام 2014 على الأقل في أحد المستودعات هي علامة أخرى على القيادة الفاشلة وسوء الإدارة من قبل النخبة السياسية اللبنانية. على الأقل، كان ذلك حماقة.

وتابع بقوله: تثير حقيقة وجود كمية هائلة من المواد المتفجرة في مرفأ بيروت، الذي يُشتبه منذ فترة طويلة في أن حزب الله يستغله في تجارة وتهريب غير مشروعة، أسئلة مقلقة حول ما إذا كانت الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران، والتي تمثل الصمغ السياسي الذي يثبت الحكومة اللبنانية الحالية، لديها أي نية لنشر تلك المواد في هجوم.

حادث مروع

وأضاف: بينما نعلم الآن أن الانفجار كان حادثًا مروعًا، كان على معظم المحللين في المنطقة (سواء اعترفوا بذلك أم لا) أن يتساءلوا بإيجاز عما إذا كان الانفجار ضربة عسكرية. كانت الفكرة القائلة بأن جهة خارجية، لا سيما إسرائيل، قد استهدفت مستودع أسلحة في الميناء سهلة للغاية، بالنظر إلى تاريخ الصراع على مدى العقود الأربعة الماضية.

وأردف: يكاد يكون من المؤكد أن اللبنانيين يفهمون أن القتل غير المقصود لما يقدر بنحو 135 لبنانيًا والتدمير الهائل للممتلكات يمكن أن يكون مقدمة لما هو أسوأ بكثير بالنسبة للبنان. لا يزال الصراع العسكري الرهيب ممكنا تماما.

وبحسب الكاتب، يواصل حزب الله تكديس الأسلحة بمعدل ينذر بالخطر. تشير التقديرات إلى أن الحزب لديه ما يقدر بنحو 150 ألف صاروخ بقدرات مختلفة منتشرة في جميع أنحاء لبنان، وغالبًا في مناطق سكانية عالية الكثافة.

ذخائر فتاكة

وتابع: حول الحزب اللبنانيين إلى دروع بشرية لترسانته. في الأشهر الأخيرة، حذر المسؤولون الإسرائيليون من أن حزب الله يخزن أيضًا ذخائر فتاكة دقيقة التوجيه يمكن أن تفلت من الدفاعات الإسرائيلية وتضرب أهدافًا حساسة قد تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة. لذلك أوضح الإسرائيليون أن الإجراءات الوقائية قد تكون ضرورية. بعبارة أخرى، إنهم يحذرون من الحرب.

تفكيك الترسانة

وتابع الكاتب: إن الانفجار في بيروت يجب أن يكون جرس إنذار. إذا لم يتم تفكيك ترسانة حزب الله قريباً، فمن المحتمل حدوث المزيد من الانفجارات.

وأضاف: بالنسبة للبنان، توقيت كل هذا هو الأسوأ. لبنان مدين بأكثر من 90 مليار دولار، وذلك بفضل الفساد والجشع والأنشطة المالية غير المشروعة لحزب الله والنخبة السياسية في البلاد. لن يكون من السهل تجميع حزمة الإنقاذ، بالنظر إلى متطلبات جائحة فيروس كورونا العالمية وركود الاقتصاد العالمي. من الصعب تخيل تقديم إنقاذ مالي عندما تكون جماعة إرهابية مثل حزب الله في قلب السياسة والاقتصاد في لبنان.

ومضى يقول: الإحباط يغلي الآن في لبنان. يلقي الكثيرون في البلاد باللوم في انفجار مرفأ بيروت على النخبة السياسية وحزب الله. هذه الإحباطات ليست بلا أساس، وهي ليست جديدة. كان الناس يحتجون على إخفاقات الحكومة، بشكل متقطع، منذ سنوات.

وتابع يقول: حان الوقت الآن للتصرف بناءً على هذه المشاعر، والاستفادة من حقيقة أن العالم قد وجه انتباهه إلى هذه الزاوية الصغيرة من العالم العربي. يمكن للضغط الدولي أن يلعب دوراً في المطالبة بالإصلاح السياسي في لبنان. لكن هذا لن يحدث إلا إذا تضاءلت أسلحة حزب الله وتمويله غير المشروع وتأثيره السياسي. للعالم العربي على وجه الخصوص دور قيادي يجب أن يلعبه. لكن في نهاية المطاف، فإن احتمالية التغيير الهادف تقع على عاتق شعب لبنان المحاصر.

جريمة إبادة

وقال اللواء المتقاعد أشرف ريفي: «نواكب التحقيق الجاري في هذه الفاجعة، ونخشى أن يتركز على جريمة التهريب أو جريمة التخزين لحصر المسؤولية بهاتين الجريمتين، لحرف الأنظار عن الجريمة الأساسية التي تأتي تحت عنوان جريمة الإبادة الجماعية، وهي من الجرائم ضد الإنسانية.

وتابع: «نؤكد مطلبنا بإحالة هذه الجريمة على القضاء الدولي، رحمة لشهدائنا وجرحانا وأهلنا وعاصمتنا الجريحة بيروت».

وناشد ريفي «المجتمعين الدولي والعربي، تشكيل لجنة تحقيق دولية، لأننا أمام جريمة إبادة جماعية، ولأن مرفأ بيروت مرفأ حزب الله الذي عبره يتم استعمال كل الوسائل غير المشروعة من استيراد وتصدير للبضائع، إلى مرور ما لا تعرفه السلطات اللبنانية، ولهذه الأسباب يعارض حزب الله التحقيق الدولي، لأنه سيكشف بالدليل سيطرته على المرفأ ودوره الإرهابي الداخلي والخارجي».

واعتبر أن «رفض رئيس الجمهورية التحقيق العربي والدولي، هو بطلب من حزب الله، لهذا، السلطة بيد حزب الله بشكل كامل، والمطلوب مساعدة لبنان لتحرير الشرعية المخطوفة والوطن الأسير».