علا عبدالرشيد - القاهرة

التكنولوجيا الرقمية أصبحت أساس الواقع الجديد للمجتمعات

يرى خبراء أمن المعلومات، أن القطاع الصناعي يأتي على رأس القطاعات التي تستهدفها الهجمات الإلكترونية، خاصة خلال أزمة جائحة كورونا، إلا أنهم حذروا في الوقت نفسه من أن تداعيات الأزمة وما تسببت به من خسائر للقطاع الاستثماري، قد تدفع المؤسسات الصناعية لتوجيه مخصصات تعزيز أمنها الإلكتروني إلى علاج آثار الجائحة.

التوجهات التكنولوجية

وينطلق المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع يومي 4 و5 سبتمبر المقبل، ويناقش خلاله كبار قادة الصناعة من القطاعين العام والخاص والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية والدول النامية والمتقدمة أبرز القضايا المؤثرة في القطاع الصناعي، وتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة.

ومن خلال مشاركتهم في سلسلة الحوارات الافتراضية، سيقوم خبراء دوليون بارزون بتحليل أبرز التوجهات التكنولوجية التي تلعب دورا في تطوير القطاع الصناعي، مثل: القوانين التي توحد المعايير الرقمية، والمصادر الجديدة للطاقة، ودور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في إعادة صياغة مستقبل العمل. وستتضمن سلسلة الحوارات الافتراضية عددا من النشاطات مثل: جلسات النقاش والعروض التقديمية وورش العمل التفاعلية ومقابلات مع أبرز المتحدثين في القطاع، والتي تقام كلها عبر منصات التواصل الرقمية.

ارتفاع الجرائم

وذكر الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، «هولين جاو» خلال مشاركته في إحدى جلسات القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2020 التي عقدت افتراضيا استعدادا لقمة سبتمبر، أن وباء كورونا تسبب بارتفاع كبير في عدد الجرائم الإلكترونية، مشيرا إلى أن القطاع الصناعي يأتي على رأس القطاعات المستهدفة، خاصة وأن الشركات الصغيرة والمتوسطة معرضة وبشكل أكبر لتلك الهجمات.

وقال إنه إذا ما أردنا دعم القطاع الصناعي وضمان مستقبل آمن، فإنه على جميع الشركات تبني ممارسات أقوى لتعزيز أمنها السيبراني، مؤكدا أن وباء كورونا سلط الضوء على أهمية التقنيات والخدمات الرقمية للاقتصادات والمجتمعات في مختلف أنحاء العالم.

وأكد «جاو» أن التقنيات الحديثة مثل شبكات الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، وغيرها من التقنيات، ستسهم في إحداث نقلة نوعية هائلة في القطاع الصناعي، موضحا أن التكنولوجيا الرقمية باتت أساس الواقع الجديد لمعظم المجتمعات في العالم، مشددا على ضرورة الاستفادة من دروس الأزمة الصحية العالمية وتوظيف الجهود لتطوير مجتمع رقمي متكامل وتوفير التقنيات والخدمات الرقمية للجميع حول العالم.

خفض الاستثمارات

في سياق متصل، توقع رئيس شركة «جوود هاربور سيكيوريتي» إميليان بابادوبولوس، أن تتسبب تأثيرات أزمة جائحة كورونا وتعرض معظم الشركات لضغوط مالية، في خفض استثماراتها في الأمن السيبراني وتوجيهها لنشاطات أخرى على الرغم من أن خطر وقوع الهجمات الإلكترونية ارتفع بشكل كبير خلال انتشار الوباء، داعيا كبار مسؤولي أمن المعلومات لتشجيع شركاتهم على الاستثمار في الأمن السيبراني على الرغم من الظروف الحالية.

وأضاف: خطر الهجمات الإلكترونية مستمر لذلك فإنه من غير المناسب في الوقت الحالي تخفيض الانفاق على أمن المعلومات في الشركات، بل يجب أن نرفع حجم الاستثمار في مجال الأمن السيبراني.

إغلاق الفجوات

وحذرت نائب كبير مسؤولي أمن المعلومات في شركة «يونايتد إيرلاينز»، الشركات من التغاضي عن أهمية الأمن السيبراني، مؤكدة أن قراصنة الإنترنت يسعون لاستغلال الأزمة وأن تقارير القطاع الصناعي أظهرت ارتفاع المخاطر الإلكترونية بنسبة 1000 ٪.

ودعت الشركات لمضاعفة انفاقها على الأمن السيبراني للتأكد من إغلاق كافة الفجوات التي قد يستغلها قراصنة الإنترنت، مستطردة: وقد لا يعني ذلك بالضرورة استثمار ملايين الدولارات، بل إن الشركات تستطيع سد الثغرات الأمنية وتعزيز أنظمتها المعلوماتية وقدراتها من خلال استثمارات منخفضة.

التعاون المشترك

من جانبه، شدد المدير التنفيذي للتكنولوجيا في «جنرال إلكتريك» جستن جون، على أهمية التعاون بين كافة الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي؛ لمواجهة تهديدات قراصنة الإنترنت، واستشهد بالنموذج الأمريكي القائم على الشراكة في مجال الأمن السيبراني بين الحكومة والأوساط الأكاديمية والمختبرات الوطنية وشركات القطاع الصناعي ودورها في صد هجمات القراصنة، وقال إن المعامل والمؤسسات الأكاديمية الوطنية تواصل إجراء الأبحاث المتقدمة في تقنيات التعلم الآلي بالذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني. وتقوم الشركات الصناعية بنشر التكنولوجيا في الأسواق فيما تسلط الحكومات الضوء على الهجمات التي تحدث على المستوى الوطني.

واستطرد: باستطاعتنا دمج كل هذه العناصر معا ومواكبة ما يفعله القراصنة، ويتمثل دور الحكومة في نشر هذه التكنولوجيا في الشركات لرفع مستوى الأمن السيبراني في جميع أنحاء العالم، مما سيمكن الجميع من تعزيز الأمن السيبراني.